عقار

خالد الجارالله: المواطن وتحديات السكن

خالد الجار الله

في النصف الثاني من السبعينات الميلادية بدأت قروض الصندوق العقاري واستفاد منها آباؤنا وكان التقديم على القرض والحصول عليه خلال ثلاثة أشهر أو أكثر بقليل وأتذكر بيوتا في وسط الرياض تم بناؤها بسرعة ولم يكن هناك شركات ومؤسسات مقاولات ومكاتب هندسية بنفس زخم اليوم بل كان المقاول فرد يحضر عمالته بنفسه ولم يكن هناك خرسانات أو سيارات نقل المواد ورافعات بل كانت الأعمال يدوية، ورغم ذلك بدأت نهضة تنموية لهدم بيوت الطين واستبدالها بالبيوت المسلحة وتحديدا في وسط الرياض وظهرت أحياء جديدة على شكل فلل في الشرق والشمال والجنوب في بداية الثمانينات الميلادية حتى التسعينات وما بعد حرب الخليج الأولى.

ورغم التوسع في العمران وظهور منح الأراضي الحكومية إلا أن الفكر العقاري لم يتطور بظهور مطورين عقاريين وكان البناء الفردي هو السائد، يوازي ذلك ضعف كبير في أداء الوزارات الحكومية وشركات الخدمات لدعم قطاع البناء والتشييد، ومعظم الإنجازات للقطاع الخاص كان تخطيط الأراضي وإيصال الخدمات لها.

حتى عام 2006م لم يكن المواطن يواجه نفس تحديات اليوم نظرا لتوفر الأراضي وبأسعار معقولة إلى حد ما، وكان أكبر عائق يواجهه هو الحصول على القرض سواء من البنوك أو الصندوق العقاري الذي أصبح فيه الانتظار يتجاوز ٨ سنوات منتصف التسعينات وحتى ١٥ سنة مع بداية الألفية.

ومع زيادة النمو السكاني للمواطنين وارتفاع عدد الأجانب حيث تجاوز ١٠ ملايين وافد، والرقم أكبر بكثير لو احتسبنا مخالفي نظام الإقامة. وهذا يعني أن عددهم يتجاوز عدد سكان المملكة في بداية الثمانينات.

من هنا جاءت تحديات كثيرة ومعقدة فالعائلة التي كان عدد أبناؤها ١٠ أفراد بداية الثمانينات ويسكنون في منزل واحد أصبحوا يحتاجون ما بين ٦ الى ٨ وحدات سكنية اليوم ومعظمهم تزوج وكون عائلة إذاً فحجم الطلب تضاعف خلال الثلاثين عاما الماضية 6 مرات مع وجود الأجانب.

وللأسف أن وزارة التخطيط ووزارة الشؤون البلدية لم تخطط لمثل هذه الزيادات وبقيت في سبات حتى تفاقمت المشكلة وأصبحنا نبحث عن أرباع وأنصاف الحلول.

وزارة الإسكان أصبحت عاجزة أمام الكم الكبير من الطلبات على القروض والوحدات وبرامج الدعم السكني للمحتاجين بسبب شح الأراضي والسيولة وضعف الخبرة واليوم لابد من الجدية في الحل ومشاركة المواطن في هذه الحلول بعيدا عن التعقيد والوعود التي تكررت.

الحل يكمن في جدية الوزارة والتزامها، والتعاقد مع شركات تطوير متمكنة، وتقديم قروض ميسرة وليست بأرباح مركبة، ومنح أراض بأسعار رمزية، وبرامج توعوية عن أهمية السكن ووسائل التملك مع وضوح البرامج التي تقدم، وشفافية في التعامل مع تطمينات تؤكد التنفيذ والإنجاز.. حينها سيقبل المواطن وسيدعم الوزارة لو صدقت حتى لو اضطر للانتظار ١٠ سنوات.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 13 نوفمبر 2016 9:22 ص

نشر

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020