لست هنا ممن يطرح النقد لأجل النقد فقط، سأتجاوز ذلك إلى التفكير في الحلول. وأزمة مزمنة مثل “الإسكان” تحتاج إلى تفتيت حتى تتوزع المشكلة، ويصبح كل جزء منها يناسبه حل!
خذ مثلا: لو عقدت في كل منطقة ورشة عمل للمواطنين واستبانات خاصة بهم لوضع حلول تناسب منطقتهم، لخرجت بمئات الأفكار بما يتناسب مع بيئتهم وحاجتهم ونظرتهم. حل أزمة الصكوك والتملك بإجراءات سهلة وميسرة تحول الأراضي الزراعية المملوكة إلى أراض سكنية وبتسهيلات وحوافز.
لو بنيت أبراج متنوعة الحجم والغرف في أطراف المدن مع توفير كل الخدمات في كل برج من مواقف وتموينات وما تحتاج إليه العائلة من ضروريات. لو استفيد من المساحات المتنوعة والكبيرة للقرى والهجر -خاصة القريبة من المدن- واستثمرت فيها مشاريع سكنية ووفرت فيها الخدمات لأهل القرى أنفسهم. لو وفرت قروض متوسطة “250 ألف ريال” مثلا لإعطائها الشباب المبتدئين في حياتهم، ليبنوا بها بيوتا صغيرة الحجم ومؤسسة للتوسع مستقبلا مع كبر العائلة. اشتراك 10 أفراد أو أكثر في بناء بناية تحوي شققا بعددهم، يوفر لهم الأرض، يسهمون بمبلغ مثلا 200 ألف ريال من كل واحد، والبقية يتكفل بها الصندوق العقاري، ويكون العقار مملوكا بالشراكة ويمكن استثماره.
تشجيع العمل الخيري من رجال الأعمال لبناء مساكن لذوي الدخل الضعيف والمتوسط بمواصفات مناسبة، وتكريم هؤلاء من الدولة. عمل دراسات أكاديمية واقتصادية من خبراء متخصصين في الجامعات والتزاوج بينها مع الحلول المطروحة من الوزارة ومجلس الشورى.
مئات الحلول يمكن اقتراحها. لكن الأهم تصفيتها وتنقيحها واعتمادها كخطط تنموية.