في بداية سنوات الطفرة المالية، التي مررنا بها، ظهرت طبقة من الناس، جريئة في اتخاذ القرارات التجارية، وبالذات في الاستثمار العقاري، وبانت معالم الثروة على أناس كانوا في القاع، هم في الغالب الأعم من غير المتعلمين، وبعضهم لديه إلمام بالقراءة والكتابة؛ أما الطبقة المتعلمة فلم تتمكن من كعكة الطفرة الذهبية، حتى أصبحت رواتبهم، بفعل التضخم، بالكاد تمكنهم من العيش، في حياة هي إلى الكفاف أقرب!
ومع هذه الطفرة، بدأنا نشهد المنازل المكلفة الواسعة، بألوانها المتنافرة، وبالمواد التي بنيت بها، التي لم تكن لتتناسب مع طقس المدينة، التي يعيشون فيها، وكل بيت من هذه البيوت زود بملاحق واسعة وخيام، بعضها للأبناء وزوارهم، وبعضها للأب وأصدقائه، ونادرًا ما يجلس الزوار الدائمون في المجالس الرخامية المزودة بالكنب والسجاد، ونادرًا ما يجلسون، بطبيعة الحال، في غرفة السفرة.
كل الحركة اليومية كانت في الملاحق، استمرت هذه الحال، حتى نفضت الطفرة نفسها، وارتفع مستوى التعليم العام، بفضل الجامعات الجديدة والبعثات؛ ومن وحي تلك الفترة، أذكر أنني دخلت منزلاً مترامي الأطراف لواحد ممن مستهم نعمة الطفرة، وحال جلوسي في المجلس الواسع، وكان غاية في الترف، ففيه مفارش، وصور للوحات فنية، أبرزها صورة الطفل الحزين، وهو يضع يده على خده، التي شاعت في تلك الفترة.
عبرت كل ما سبق، لأقف على رف بارز في الصالون، وقد اصطفت فيه مجلدات لموسوعة أجنبية، ولأنني لا أجيد القراءة بتلك اللغة، توقفت أمامها بدافع الفضول، ثم مددت يدي لأتناول مجلدًا، لعلني أتفرج على بعض الصور، ريثما يكتمل الجمع، لنشرع فيما أتينا من أجله. خرج المجلد في يدي بسلاسة ويسر، وكان فارغًا!
مجرد حاوية أو ملف فارغ، يبدو للناظر وكأنه كتاب، مجلد فاخر! ولم أفطن أن ظاهرة تزيين المجالس بالمجلدات الفارغة أصبحت شائعة، إلا عندما عرضت الملف على الجالس بجواري، الذي قال بأسى، وكأنه ينعى الثقافة التي ستكون مدار حديثنا، إن أغلب المنازل الجديدة، أصبحت مجالسها تزين بنسخة من صورة الطفل الحزين، ونسخة من كعب غلاف الموسوعة البريطانية!
وقد تزامن مع تلك المرحلة استخدام الأقلام الذهبية، ولن تجد من يطمح إلى أن يكون محط الأنظار، إلا وقد رشق في جيبه طقم الأقلام الفاخرة، لتعطي انطباعًا أوليًا عن حيثية الشخص، حتى إن كان لا يجيد القراءة والكتابة.
اختفت الآن الكتب “الكراتين” من المجالس، واختفت ظاهرة الأقلام الفاخرة، واختفت من المنازل صورة الطفل الحزين، وحل محل كل ذلك المثقف الكرتون، وهو كائن من لحم ودم وأعصاب، تجده في المجالس، ووسائل الإعلام، وهو يبرع في الحديث، دون أن يخرج من هو أمامه بمعلومة تمثله أو تنتمي إليه، وهو قادر على ارتداء عديد من الأثواب في وقت واحد، وكل ثوب منها له مجلس أو منزل أو منصة، دون أن يداخله شعور بأنه يناقض نفسه، أو يبيع بضاعة في سوق ليس سوقها!
إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…
أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…
تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…
في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…
تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…
في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…