جدة التي عانت لعقود من توقف التنمية فيها لعدة أسباب يعود معظمها لتراخي بعض المسؤولين وعدم قدرتهم على تقديم برامج تنموية عملية والتمسك بالبيروقراطية التي عطلت الكثير من المشاريع، وأخيرا الفساد الذي نخر في جسد التنمية وعطل العديد من المشروعات بسبب أفراد لم يراعوا الأمانة في أعمالهم.
ورغم المعاناة التي عاشتها المحافظة خلال السنوات الماضية ولا زالت حتى اليوم بسبب إغلاق الكثير من الشوارع والطرق بهدف إنجاز المشروعات الجديدة إلا أنه يحق لنا أن نفخر بالإنجازات التي تحققت وستتحقق خلال الأعوام المقبلة بإذن الله، بعد انتهاء حزمة المشروعات الحيوية التي تحتاجها المحافظة كبوابة للمدينتين المقدستين، وهذا ما تحرص عليه القيادة في المملكة العربية السعودية.
لست بصدد كيل المديح لإنجازات هي من صلب عمل المسؤول ولكن عندما يوجد رجل قوي وأمين وينجز وتظهر هذه الإنجازات بعد طول غياب فهنا حق لنا أن نفخر بذلك.
النقلة الحضارية التي شهدتها المحافظة على مدار السنوات الماضية، والنهضة التنموية الكبيرة التي تعيشها عروس البحر الأحمر من خلال تغيير شكلها العام وتنفيذ مشاريع على أرض الواقع تلبي الحاجة الحالية والمستقبلية لسكان وزائري المحافظة يجبرنا على إظهار الحقائق والفخر بها.
ومن أهم المشروعات التي تشهدها جدة مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد الذي يعد أبرزها ويمثل النقلة الحضارية ويشمل صالات جديدة وبنية تحتية تتضمن جميع الطرق والجسور المرتبطة به، بالإضافة لإنشاء طريق سريع يربط طريق الحرمين بطريق المدينة ومواز لطريق النزهة الحالي.
ويتعامد مع المشروع جميع مداخل المطار الجديد التي يتم إنشاؤها حاليا وهي عبارة عن 7 جسور تربط النسيج العمراني لمدينة جدة بالمطار الجديد وتساهم في تسهيل حركة السير والتنقل منها إلى صالات السفر ومنشآت المطار الجديد والعكس، وستؤدي هذه المنظومة إلى المحافظة على انسيابية المرور وسهولة الدخول والخروج من وإلى المطار والمناطق الشمالية من المحافظة.
كما تتجه الأنظار إلى مشروع قطار الحرمين الشريفين الذي سيوفر عند اكتماله خدمة سريعة وآمنة وموثوقة لنقل الركاب مما سيكون له بالغ الأثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وهناك مشاريع أخرى يجري تنفيذها بشكل متسارع ومنها معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول التي عانت منها جدة وبانت عيوبها أثناء سيول جدة عامي 2009 و2010م، والتي ظهرت معالمها وتم تنفيذ الجزء الأكبر منها.
عندما يحضر المسؤول ويخطط ويتابع التنفيذ ويحاسب على النتائج سلبا أو إيجابا ويكافئ المنجز ويعاقب المقصر فحتما سيكون هناك اهتمام وإنجاز ملموس على أرض الواقع، وهذا ما تحقق لمحافظة جدة بعد أن تولى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مسؤولية إمارة منطقة مكة المكرمة.
كل التقدير والاحترام لسموه لتحقيق الأمل بأن تكون جدة الجديدة.. غير.