الاقسام: عقار

ثقافة المواطن في قضية الإسكان

خالد الجار الله

شهد الأسبوع الماضي نقاشات وحوارات ساخنة تدور حول تصريح وزير الإسكان الذي قال فيه إن ثقافة المواطن هي من أسباب أزمة السكن في المملكة، المتابع للمقالات والتعليقات التي كتبت حول هذا الموضوع في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية يجد أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه.

يجب أن لا يزايد أحد على أهمية قيام الدولة بواجبها نحو المواطن في تقديم كل ما من شأنه تأمين الحياة الكريمة للمواطن وتنفيذ التزاماتها صحيا وتعليميا وسكنيا وفي مقدمتها الاهتمام بقضية السكن.

لكن لابد من الإنصاف والعقلانية في التعاطي مع أمور بهذه الحساسية تمس غالبية الشعب وليس من المنطق اللعب على وتر العاطفة دون قيامنا بواجباتنا كأفراد تجاه أنفسنا ومن نعول في قضية شائكة ومتراكمة مثل قضية السكن وتحميل الدولة كامل المسؤولية في إخفاقاتنا.

نعم هناك قصور كبير من الجهات الحكومية تتحملها وزارة الإسكان ومعها وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة التخطيط ووزارة المالية والعدل ومجلس الشورى، إلا أن وزارة الإسكان تتحمل العبء الأكبر لأن الدولة قدمت لها كافة التسهيلات في فترة مضت، والتي -لو- استغلتها لتمكنت من الإسهام في حل جزء من مشكلة الإسكان قبل أن تضيع هذه الفرصة وتمضي خمس سنوات في لت وعجن وأمور ثانوية دون إنجاز مما جعل المشكلة تزيد وتتراكم حتى وصلت إلى ماهي عليه اليوم.

على المستوى الفردي لدينا مشكلة في أسلوب التعاطي مع قضية السكن ويفتقد معظمنا إلى ثقافة الادخار وأهمية التخطيط لشراء أرض أو تملك مسكن في وقت مبكر من العمر وننتظر إلى أن نصل إلى أرذل العمر، وبعد أن يستنفذ جهده ووقته في أمور ثانوية دون إعطاء قضية التملك أي اهتمام يبدأ في الشكوى، والمفترض أن يكون السكن في قائمة أولوياته بدلا من التركيز على الكماليات والاستعانة بالقروض وصرفها على الأشياء الاستهلاكية مثل السيارة والسائق والخادمة والسفر والأثاث إلى أن نصل إلى مرحلة اليأس ثم نبدأ في إلقاء اللائمة على الآخرين.

تبقى مشكلة الوزارة وغيرها من القطاعات الحكومية في أسلوب وطريقة التواصل مع القطاعات المستهدفة وعلى رأسها المواطن وهو المعني بأزمة السكن ويعيشها يوميا، والتعاطي معه حسب برامج وإمكانات القطاع بعيدا عن الوعود والتضخيم. ولابد أن يكون هناك نوع من الاحترافية في إعداد وصياغة التقارير والأخبار وإدارة الأزمات بمهنية بعيدا عن تهييج الرأي العام في قضية حساسة يعاني منها الغالبية.

أخيرا تبقى أهمية تعزيز ثقافة الادخار وجعل تملك الأرض أو المسكن في قائمة أولويات المواطن، وإن كنا قد فوتنا هذه الفرصة على أنفسنا فيجب ألا نكرر الخطأ مع أبنائنا، وأن نرسخ لديهم ثقافة التملك ومنحها الأولوية مبكرا بعيدا عن المكابرة وتحميل الغير تبعات أخطائنا.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 1 نوفمبر 2015 11:13 ص

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020