لا يمكن لشخص ما، يتجول في مدينة “لندن” للمرة الأولى، أن يصل إلى أي هدف وهو يحمل في يديه خريطة مدينة “باريس”! هذه باختصار قصة فشل أية خطط أو استراتيجيات لمعالجة أية تحديات أو أزمات في أي مجال، فحينما تتسع الهوة والاختلاف بين ما هو واقع على الأرض من جهة، ومن جهة أخرى ما هو مدون في مطويات الأوراق من تشخيص وخطط وبرامج، تأكد ألا مجال لديك للوصول إلى أهدافك، وتتحقق نسبة اصطدامك بهذه النتيجة، بارتفاع نسبة الاختلاف تلك! فإن كانت نسبة الاختلاف تصل إلى 100 في المائة، فلا شك أن نسبة تعثرك أو فشلك لن تقل عن تلك النسبة.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد! بل يتخطاه إلى أن سيرك في تتبع خريطة لا تمت إلى واقع ما تسير عليه قدماك، سيتسبب في إهدار الكثير من وقتك وجهدك ومالك، وكلما تأخر اكتشافك لهذه الحقيقة، تفاقمت عليك فاتورة الهدر. وليس هنا الحديث؛ إنما ينصب على أن تأخرك عن الوصول إلى أهدافك، سيفوت عليك أيضا تحقيقها في الوقت المناسب، وبالتكلفة المناسبة، فما هو متاح لديك في الوقت الراهن من أهداف مشروعة، لن يكون كذلك على الإطلاق إذا وصلت متأخرا إليها، فقد تصل بعد إغلاق الأبواب، وقد تضطر إلى مضاعفة مواردك وجهودك ومتطلبات اقتناص الأهداف ذاتها، فإن لم تستطع تحقيق هذه الشروط، فلا مجال لديك إلا أن تعود من حيث أتيت.