عقار

إسماعيل الحمادي: الفرق بين الوساطة العقارية والتسويق العقاري

إسماعيل الحمادي

يخلط الكثير بين مفهوم الوساطة العقارية والتسويق العقاري، بالإعتماد على الفكرة الجوهرية التي ينطلق منها هذان المفهومان، والهدف المشترك بين المهنتين الذي يصب في قالب موحد وهو ترويج أو بيع المنتجات العقارية. إلا أنه بالتعمق في البحث في المهنتيين، وفي المبادىء التي ترتكز عليها كل واحدة منهما، يظهر جليا الفرق بينهما رغم التداخل والإشتراك في بعض المهام الأخرى.

تركز مهنة الوساطة العقارية على البحث عن باحثين عن عقارات دون غيرهم .  ويقوم الوسيط العقاري بالتوسط بين المالك والمشتري، حيث لا تتم صفقة البيع أو الإيجار إلا بوجود هذين الطرفين، في حين تركز مهنة التسويق العقاري على عرض وترويج مشروعات عقارية ومنشآت تابعة لمطورين ومقاولين، وتشرف في نفس الوقت على إتمام صفقات البيع والإيجار، دون استلزام حضور المالك وفق شروط واضحة متفق عليها في العقد الذي يثبت توكيلها مهمة تسويق المشاريع من طرف المطور أو المقاول صاحب المشروع.
كما يتم التعاقد بين الطرفين، والإتفاق على مبلغ معين مسبقا مع المطور دون تحميل العميل تكاليف أخرى، وذلك على عكس الوساطة العقارية التي تتم مقابل نسبة مالية محددة يقوم الوسيط بتحصيلها من الطرفين معا ( المالك و العميل).
وفي أغلب الأحيان تكون شركة الوساطة العقارية عبارة عن مكتب فقط ، ينتظر فيه الوسيط زبائنه الباحثين عن العقارات والراغبين في بيع عقاراتهم أو تأجيرها، حيث يقوم فيه الوسيط بتعريفهم على الأنواع التي تناسب إحتياجاتهم، فيما تعتبر شركة التسويق العقاري مؤسسة متكاملة تجمع بين العديد من الموظفين مهمتهم البحث وإحتراف كافة أنواع التسويق (الإلكتروني، الداخلي والخارجي …) لإستهداف عدد أكبر من المتعاملين.

كما تتعدد فيها  وظائف الأقسام بين قسم البحوث، وقسم دراسة السوق ، وقسم العلاقات العامة ، وقسم الإعلانات ، وقسم الدراسات الإجتماعية الذي يتم عن طريقه جمع المعلومات حول سيكولوجية العملاء،  وغيرها من الوظائف التي يتطلبها الترويج للعقارات .
من بين أوجه الفرق بين المهنتين كذلك، هناك عملية التسويق الحصري، حيث يمكن لشركة التسويق العقاري، ترويج مشاريع عقارية حصرية لا ينافسها فيها أحد بالإتفاق مع المطور، وهو ما يصعب على مكتب الوساطة العقارية أن يقوم به .
عملية التسويق العقاري تبدأ مع بداية إرساء الأسس الأولى للمشاريع العقارية، من خلال الإعلان عن المشروع ومكانه وتكلفته ومميزاته، حيث يتم الترويج للوحدات العقارية وبيعها على الخريطة، وهو ما تفتقده الوساطة العقارية التي لا يمكنها بيع سوى الوحدات الجاهزة. وفي هذه النقطة تبرز أهمية التسويق في جذب رؤوس الأموال وتوفير السيولة المالية لإتمام المشاريع التي على الخريطة وتسليمها لأصحابها فور انتهائها. ومن هذا المنطلق يتم الحفاظ على وتيرة الإنجازات العقارية ومواصلتها دون توقف، ما يضفي نوعا من الحركة والدينكاميكية على السوق العقاري المحلي والعالمي.
بعد التطرق لأوجه الفرق بين كل من الوساطة العقارية والتسويق العقاري، فإن السؤال الذي يطرح نفسه  هو:

هل يمكن  إدماج المهنتين معا لتحقيق أهداف ونتائج أكثر قوة ؟. وهل يمكن إعتماد الوساطة العقارية كأسلوب من أساليب التسويق العقاري الحديث ؟.
بالرغم من أن مفهوم الوساطة العقارية قد وجد قبل إيجاد أو ابتكار مفهوم التسويق العقاري، إلا أنه بتعميق النظر في المهام  لكلا المفهومين نجد أنهما يكملان بعضهما إذا ما تم إدماج كل الخدمات المنوطة بهما ببعضها البعض،.

كما أنه يمكن الإستعانة بالوساطة العقارية الصحيحة وإعتمادها كطريقة من طرق التسويق العقاري واستغلال المبادئ التي تقوم عليها لتطوير وتوسيع مفهوم ونطاق المهام والخدمات التي يقدمها المسوقون العقاريون.
وقد يتيح هذا الأمر مجالا واسعا للإستفادة من خبرة الوسطاء العقاريين بالسوق من خلال شبكة علاقاتهم الواسعة بالملاك والعملاء من جهة، وقاعدة البيانات التي تمكنوا من تجميعها انطلاقا من خبرتهم بالمجال من جهة أخرى.
كما أنه يعزز نتائج مهنة التسويق العقاري كمهنة متكاملة الجوانب وسريعة التطور وفقا للتطور التكنولوجي والإقتصادي  للمجتمع .
الشخص الذي يقف خلف وسائل التواصل الإجتماعي لعرض المنتجات العقارية،  مسوق أم وسيط ؟
هو وسيط ومسوق في نفس الوقت بحيث لا يمكن الفصل أو التمييز بينهما.  فالتطور التكنولوجي واتساع دائرة إستخدام الأجهزة الذكية فرض نفسه على مجال الوساطة العقارية كغيره من المجالات والقطاعات الأخرى. وأصبح لزاما على الوسطاء استعمالها لتسويق منتجاتهم العقارية  وعرض خدماتهم المختلفة.
وبناءا على هذا المفهوم فإن الوسيط والمسوق العقاريين يستخدمان وسائل التواصل الإجتماعي لنفس الأغراض والأهداف  لذا فإن كلا المسميين يمثلان نفس الشخص الذي يؤدي نفس المهمة وهي التسويق بشكل عام.

المصدر

آخر تعديل تم نشره 5 ديسمبر 2016 10:25 ص

جديد الاخبار

خلال 96 ساعة من طرحها؛ “رتال” للتطوير العمراني تبيع 700 وحدة سكنية

إنجاز جديد ورقم قياسي حققته شركة "رتال" للتطوير العمراني في مبيعاتها لمشروع "نساج تاون الرياض"…

19 أكتوبر 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها 100 ألف متر مربع في العرفاء

أزالت أمانة الطائف، تعديات على أراضي حكومية تجاوزت مساحتها 100 ألف متر مربع، كانت بلدية…

31 يوليو 2020

إزالة تعديات على أراضي حكومية في المدينة المنورة مساحتها 650 ألف متر مربع

تمكنت البلديات الفرعية والضواحي التابعة لأمانة المدينة المنورة، من إزالة تعديات على أراضي حكومية مساحتها…

31 يوليو 2020

حامد السهيل: «شايلوك» واحتكار العقار!

في المسرحية الشهيرة «تاجر البندقية» للكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شيكسبير والتي كتبها في عام 1596،…

31 يوليو 2020

طرح 850 قطعة سكنية وتجارية بمخطط المنار شرق عنيزة بالمزاد العلني

تطرح الجود للاستثمار والتطوير العقاري، أكثر من 850 قطعة سكنية وتجارية في المزاد العلني في…

31 يوليو 2020

بدر الحمدان: العنصرية العمرانية

في بداية حياتي الجامعية، وبعد السنة الأولى سألت معيداً مصرياً درّسنا الرسم الهندسي ليساعدني في…

31 يوليو 2020