أشرنا في مقالات سابقة إلى أهمية البيانات الشاملة والدقيقة، وأهمية استخدام تقنية المعلومات في جميع مراحل التنمية وفي تخطيط وإدارة المدن لتحقيق رؤية المملكة الطموحة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
وتعتبر البيانات والذكاء الاصطناعي هي مصادر الثروة في المستقبل لما لها من دور أساسي في تحقيق التنمية المستدامة وتوفير الخدمات التعليمية والصحية وإدارة المدن بصورة ذكية مستدامة.
إن صدور الأمر الملكي بإنشاء «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي» وجعلها مرتبطة مباشرة برئيس مجلس الوزراء، ويكون لها مجلس إدارة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء، ويعين أعضاؤه بأمر من رئيس مجلس الوزراء، وإنشاء مركز باسم «المركز الوطني للذكاء الاصطناعي»، ومكتب باسم «مكتب إدارة البيانات الوطنية»، ويرتبطان تنظيميا بـ«الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي»؛ سيساهم في تعزيز ودعم تنفيذ رؤية المملكة الطموحة 2030 وأهداف التنمية المستدامة ورفع جودة الحياة في المدن.
إن صدور الأمر الملكي بإنشاء هيئة باسم «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي» سيساهم في تحقيق ودعم أهداف رؤية المملكة الطموحة 2030 وبرامجها، ومنها تلك الأهداف المتعلقة بدخول 3 مدن سعودية ضمن أفضل 100 مدينة عالمية بحلول نهاية العقد القادم؛ وتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن، والارتقاء بالرعاية الصحية، وتحسين مستوى المعيشة والسلامة، وضمان استدامة الموارد الحيوية. بالإضافة إلى المشاريع التنموية الكبرى، ومنها المشروع الحلم (نيوم) والذي سيحوي استخدام أحدث ما توصل إليه العالم في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي ومنها حلول التنقل الذكية بدءا من القيادة الذاتية وحتى الطائرات ذاتية القيادة، والشبكات المجانية للإنترنت الفائق السرعة أو ما يُسمى «الهواء الرقمي».
وأخيرا وليس بآخر، نعيش كما هائلا من المعلومات والتطور التكنولوجي في جميع مجالات التنمية، وهو ما تبرز معه أهمية القرار الملكي بإنشاء «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي».
وأطرح هنا مبادرة إنشاء «مركز الذكاء الاصطناعي في التنمية العمرانية بالمنطقة الشرقية»، ويتبع هيئة تطوير المنطقة الشرقية، للتنسيق مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي والمركز الوطني للذكاء الاصطناعي لإيجاد مدن وقرى ذكية مستدامة تعالج قضايا التنمية وتساهم في تسريع تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وأهداف التنمية المستدامة في المنطقة الشرقية.