طرحت في المقال السابق مبادرة دراسة إنشاء جزيرة الشرقية للترفيه وفق معايير الاستدامة، بالقرب من جسر الملك فهد، لتصبح مدخلا بصريا متميزًا للمملكة والمنطقة الشرقية، ومعلما ترفيهيا وحضاريا للمنطقة تقام فيه الفعاليات الترفيهية والسياحية والاجتماعية، وما تحوي من مهرجانات تعكس الوجه الحضاري للمملكة والمنطقة الشرقية، وتحقق أهداف رؤية المملكة 2030 والتنمية المستدامة.
وأطرح في هذا المقال ثلاثة محاور لمبادرة إنشاء «جزيرة الشرقية للترفيه»: المحور الأول، اقتصادي، من خلال تنويع مصادر الدخل وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام وخلق المزيد من الفرص الوظيفية والفرص الاستثمارية في مجال الترفيه والسياحة، بالإضافة إلى تعزيز الحفاظ على الثقافة والتراث والحفاظ على البيئة وتحقيق مبادئ التنمية المستدامة ورؤية المملكة 2030. كما أن هذه المشاريع سوف توفر العديد من فرص العمل في قطاعات تنموية جديدة.
والمحور الثاني يتمثل في أن تكون جزيرة الشرقية للترفيه مدخلا بصريا مميزا للمنطقة الشرقية والمملكة العربية السعودية من خلال تخطيط وتصميم الجزيرة بحيث يعكس طابع الأصالة والمعاصرة المحلي للمنطقة لتعكس هوية المكان الثقافية والحضارية للمنطقة التي تراعي مبادئ الاستدامة في الصور الذهنية والهوية المكانية للجزيرة والمنطقة الشرقية والمملكة.
من خلال تخطيط الطرق واستخدامات أراضي الجزيرة وواجهات مبانيها من فنادق وشاليهات ومسارح ومتاحف وتكثيف استخدام النخيل والتشجير لإعطاء شكل بصري مميز يعكس الهوية الثقافية والعمرانية المميزة للمنطقة.
والمحور الثالث يتمثل في أن تكون جزيرة الشرقية للترفيه معلما ترفيهيا وحضاريا للمنطقة تقام فيه الفعاليات الترفيهية والسياحية والاجتماعية، وما تحوي من مهرجانات تعكس وضع وتقاليد السكان المحليين في المنطقة والمملكة، بحيث تحوي استخدامات أراضيها تنوعا يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم، بأنشطة مختلفة كاستكشاف الشعاب المرجانية بالخليج والرياضات الترفيهية المختلفة كالغوص والتجديف والتزلّج والطيران المائي. والمهرجانات لتصبح متحفا ترفيهيا ورياضيا وثقافيا مفتوحا على ساحل المنطقة الشرقية.
وأخيرا وليس آخرا؛ اقترح ربط هذه الجزيرة بخطوط نقل مائي، قوارب ومراكب؛ لربط الجزيرة بالمراكز العمرانية الرئيسية في المنطقة الشرقية، كالخبر والدمام والقطيف ورأس تنورة والجبيل، ذلك، مع إمكانية عمل رحلات مائية ترفيهية ببرامج مختلفة، وهو ما سوف يضفي روحا جديدة من التنمية والترفيه على الشاطئ الشرقي للمملكة.