كثيراً ما نرى مباني ومنشآت وحدائق وشوارع ومجمعات تجارية نتمنى لو أنها أنشئت بطريقة مغايرة، أو صممت بطريقة أكثر جدوى، أو شيدت في مواقع غير مواقعها التي هي فيها الآن، أو روعي فيها جوانب الصيانة والاهتمام، أمنيات نابعة من رؤية مستقبلية واحتياجات فعلية نعيشها في واقعنا.
حدائق رائعة أنشئت في مناطق سكنية هادئة لسد احتياجات السكان وإضفاء لمسات جمالية على المكان، زودت بألعاب الأطفال الجاذبة والمنتشرة في مختلف الأركان لاستقطاب أحبائنا الصغار ولكن ينقصها الانتفاع منها واستخدامها طوال العام، غاب عن مصممها أننا نعيش في مناخ وجو حار تشتد فيه درجة الحرارة لتصل لنسبة لا تخطر على البال في صيف طويل مرهق حار.
لم يفكر المخطط العمراني وقتها في كيفية الاستفادة منها طول العام، ولم يأخذ في حسبانه بأنها ستهجر لمدة قد تطول لأشهر تصل لنصف العام، كيف غاب عنه ذلك ونحن قطعنا باعاً في مشاركات مؤتمرات الأمم المتحدة للتغير المناخي وقطعنا شوطاً في مجال الأبنية الخضراء وحازت فيها مبان عندنا على شهادة (LEED)، نقف مع كبرى الدول لدراسة أحوال المناخ وطرق معالجة التغيير المناخي، وعند التنفيذ يسقط كل ذلك من حساباتنا العمرانية وخططنا المستقبلية وننشئها متناسين أبسط ظروفنا المناخية وطرق التعامل معها ما الضير في أن تخدم هذه الحديقة الجميلة مستخدميها طوال العام بتغطية جزء منها بطريقة حديثة مكيفة سهلة الاستخدام يسهل منها الرؤية لا يفصلها عن الحديقة إلا حواجز شفافة تحوي الأشجار وألعاب الأطفال فتتحقق الفائدة من إنشائها وتشكل مصدر حماية لألعاب الأطفال بدلا من تركها مكشوفة في الشمس تتلف دون أدنى اهتمام وقد كلف إنشاؤها ملايين الريالات دون الأخذ في الحسبان أضرار المناخ الجسام، وفي الشتاء يرفع هذا الغطاء ويتوحد المكان ويسعد قاصدوها من الصغار والكبار، وتتوالى عشوائية التخطيط في مجمعات تجارية عدة أنشئت في نفس المكان في طريق واحد لا يفصل بينها سوى عدة أمتار بينما هناك مناطق شاسعة في المملكة في حاجة لمثل هذه الخدمات، أين مخططونا العمرانيين عند إصدار التراخيص واعتماد الموافقات هل غاب عنهم هم الآخرون أبعاد الزمان والمكان.
وينضم للقائمة الملاعب الرياضية أو ما يسمى ممشى الأمانة التي وزعت في الأحياء السكنية والتي بدأت تلاقي مصيرها من الإهمال، ناهيك عن منشآت صحية أنشئت لتخدم مناطق سكنية لا تعاني من الزحام، كان الأحرى أن ينشأ في منطقة تساهم في تخفيف الضغط والازدحام عن مستشفيات أخرى لا تغطي المنطقة التي تخدمها ألم يفكر ساعتها المخطط المسؤول عن هذا المجال في اختيار المكان المناسب لحل إشكالية الازدحام؟
نأمل في الخطط المستقبلية تنفيذ مشاريع عمرانية تتلاءم وتوصيات معالجة التغير المناخي لتتماشى مع أهداف التنمية البيئية المستدامة لرؤية المملكة 2030.. ودمتم بود