خاص – حديث العقار
مراحل متقدمة وصلت إليها المملكة العربية السعودية في أبراجها السكنية وبخاصة في ناطحات السحاب، وناطحة السحاب تعني المبنى شديد الارتفاع، وقد استخدم هذا المصطلح في القرن الثامن عشر للدلالة على الأعمدة العالية للسفن الإنجليزية، وهو يشير إلى نوع معين من المباني الأعلى تشييداً، ويعتبر أي بناء ارتفاعه أكثر من 100 متر ناطحة سحاب، كما تعتبر المباني التي يتجاوز ارتفاعها 15 طابقا أيضاً ناطحة سحاب، وبحسب ما نشرته البوابة الإلكترونية “لامودي” فإن السعودية والإمارات قد استحوذتا على غالبية أعلى ناطحات سحاب في العالم العربي.
ناطحة سحاب نقطة الكيلو متر
هناك العديد من الأبراج ناطحات السحاب بالمملكة قيد الإنشاء، ومتوقع أن تكون لاحقًا محط أنظار العالم بأكمله لما لها من براعة في التصميم، وجودة في البناء منها “برج المملكة”، والذى سيمثل ناطحة السحاب الأعلى فى العالم بارتفاع يزيد على 1000 متر، وجاري تشييده على مساحة تبلغ 85 ألف متر مربع، بتكلفة تتجاوز 1,5 مليار دولار، و برج المملكة أو كما كان يُعرف سابقاً باسم برج الميل أو Mile-High Tower يعتبر ناطحة سحاب تحت الإنشاء في مدينة جدة، ومخطط أن يكون البرج الأطول في العالم، وسيتم الإنتهاء من إنشاؤه في عام 2018، وتم الإعلان عن المشروع سابقاً في 17 سبتمبر 2007 من قبل شركة المملكة القابضة المملوكة للأمير الوليد بن طلال.
وسيصبح البرج أول بناية في العالم تصل إلى نقطة الكيلو متر، وكان من المخطط أن يصل ارتفاعه إلى 1.6 كيلو (1 ميل)، لكن التضاريس وحالة الأرض المقام عليها المشروع حالت دون ذلك، لذا من المخطط أن يكون ارتفاعة 1000متر (كيلومتر).
وبحسب تصريحات للمعماري “ادريان سميث” الذي يؤسس لهذا البرج فأنه من المقرر أن يتضمن هذا البرج العديد من المميزات الفريدة الهيكلية والجمالية الي ستبهر العالم، ويتميز البرج بموقع استراتيجي هائل، إذ أنه يطل على البحر شمال مدينة جدة، وسيضم (سكن، مكاتب، فندق خمسة نجوم، مركز للتسوق، أعلى برج مراقبة)؛ كما سيشمل منطقة سكنية بمساحة إجمالية قدرها مليونان ونصف متر مربع، ومناطق إضافية للتسوق بمساحة قدرها 470 ألف متر مربع، ومنطقة تعليمية بمساحة تقدر بـ 150 ألف متر مربع، ومناطق للمكاتب التجارية تقدر مساحتها بـ 800 ألف متر مربع، والباقي مناطق للترفيه والسياحة والفنادق ذات الأربع نجوم، بالإضافة إلى منتجع سياحي راقي وكل هذا في مدينة واحدة سميت بأسم البرج “مدينة المملكة”.
وكانت جدة الاقتصادية، وهي الشركة المالكة والمطورة للمشروع، قد أعلنت عن قرب الانتهاء من أعمال الأساسات العميقة، والقاعدة الخرسانية للمشروع والذى سيحمل الرقم القياسى فى طول المبانى فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
واستغرقت أعمال الأساسات العميقة بالمشروع 12 شهرًا، إذ تم تثبيت 270 عامود أساس تحت الأرض، وصل عمق 72 منها إلى 105م، وبقُطر يتراوح بين 1,5 و 1,8م، أما القاعدة الخرسانية فتعد إحدى أضخم المنشآت الخرسانية المسلحة فى العالم كقطعة واحدة يتراوح سمكها من 4,5 إلى 5 أمتار.
وضم البرج 170 طابقًا، تخصص 7 منها لفندق فور سيزونز (200 غرفة)، و11 طابقًا تضم 121 شقة فندقية يخدمها الفندق، و7 طوابق للمكاتب.
أما بقية الطوابق الواحد والستين فستحتضن 318 وحدة سكنية متنوعة المستويات تراعى احتياجات عدة شرائح من المجتمع، ونوادٍ رياضية وقاعات متعددة الاستخدام، بالإضافة إلى الطوابق الثلاثة العلوية التى ستكون معلمًا سياحيًا ثقافيًا وترفيهيًا على علو 660م، تتضمن منصة خارجية هى الأعلى فى العالم، ستزود بقاعدة زجاجية تتيح لزوارها منظورًا فريدًا لا مثيل له فى أى مكان على وجه الأرض.
الرياض مدينة استقطاب المباني العالية
وفي الرياض فقد تجاوز ارتفاع ناطحات السحاب 300 متر، وهو ما منحها تفوقاً عن باقي المدن في استقطاب المباني العالية نظراً لطبيعتها المسطحة من الجهات الأربعة وثقلها المالي والسياسي.
ومن المتوقع أن هذه المباني ستواكب النهضة السكانية والتجارية معاً، لما لها من ارتفاعات شاهقة وتصاميم فريدة ومميزة، بإشراف أفضل المصممين وشركات البناء العالمية، وبحسب معماريون فأن هناك أبراج تفوقت في إرتفاعها على برج المملكة منها:
برج الرياض (برج الهيكل الكريستالي)
ويعتبر هذا البرج هو ثاني أطول برج في مدينة الرياض بعد برج هيئة السوق المالية إذ يبلغ ارتفاعه 338 ويتكون من 73 طابقاً، وهو عبارة عن هيكل مصنوع من الكريستال، ويقع على قطعة أرض تمتد على مسافة 6800 متر مربع في موقع متميز، ومن المتوقع أن يكون جاهزا أواخر عام 2016.
برج رافال
وهو ثالث أطول برج في مدينة الرياض (يبلغ إرتفاعه 308)، ويتكون من 70 طابقاً وهو برج سكني وفندق عالمي كما أنه يعتبر أحد أهم الفنادق العالمية المترفة، ويقع البرج في حي الصحافة بمدينة الرياض، وتم افتتاحة في يناير 2014
برج الظهران علامة معمارية جديدة
ومن الرياض إلى المنطقة الشرقية وتحديداً بالساحل الشرقي السعودي إذ يوجد أطول برج سكني شرق السعودية، ويطل على الخليج العربي، وهو «برج الظهران» الذي يتكون من 46 طابق بارتفاع 185 متر، ويعتبر أعلى مبنى سكني في المنطقة الشرقية على الساحل الشرقي السعودي، وتم إنشاؤه بتكلفة بلغت 300 مليون ريال (80 مليون دولار) ليشكل علامة معمارية جديدة في المنطقة، وانشأته مجموعة السويكت القابضة ويتكون من 291 شقة سكنية راقية، وتتراوح مساحة الشقق من 150 إلى 247 مترا مربعًا، ويمتد المبنى على مسافة 12 ألف قدم مربع، ويوفر مساحة بناء تبلغ 86306 أمتار مربعة، وتطل الوحدات السكنية الأمامية في على البحر، بينما تطل الخلفية والجانبية على منظر بانورامي للمدينة بحسب الشركة المالكة للبرج.
كما تعتزم أمانة جدة خلال السنوات العشر المقبلة تنفيذ إستراتيجية عمرانية جديدة تستهدف تحويل 10 شوارع وطرقات رئيسية إلى ناطحات سحاب وأبراج، من خلال إنشاء أكثر من 200 ناطحة سحاب وأبراج مرتفعة على شوارع رئيسية مخصصة لذات الغرض وهي: ” طريق الملك فهد، وطريق المدينة المنورة، وطريق الأمير ماجد، وطريق الملك، وطريق الأندلس، وطريق الكورنيش الجنوبي، وشارع فلسطين، وشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز، وشارع صاري”.
وبحسب خبراء فأن متوسط تكلفة 200 ناطحة سحاب يصل إلى 150 مليار ريال، ويتراوح سعر الشقة الواحدة من 600 ألف ريال إلى مليون ريال، تتغير حسب سعر العقار وأسعار مواد البناء، ومتوسط سعر بناء المتر الواحد من هذه الناطحات يتراوح بين (6-10) آلاف ريال.
فيما أكد المهندس محمد جمال أبو عمارة مساعد أمين جدة للخدمات المركزية في تصريحات صحفية أن هذه المشاريع تتراوح ارتفاعاتها من 60 إلى 250 دورًا ، وتصل مساحتها إلى 6 ملايين متر على سطح الأرض، وهناك 30 ناطحة سحاب وبرج مرتفع ستقام خلال السنوات الثلاث المقبلة، وتستغرق معظم المشاريع 36 شهرًا.
وصرح المهندس طلال عبدالله سمرقندي خبير التطوير العمراني ومدير عام الخطوط المعمارية وعضو لجنة المكاتب الهندسية واللجنة العقارية بغرفة جدة ونائب رئيس شعبة العمارة في الهيئة السعودية أن تكلفة إنشاء 200 برج وناطحة سحاب تقدر بقرابة 150 مليار تقريبا بمتوسط كل برج أكثر من 80 دورًا، وأن سعر المتر المربع في المباني المرتفعة 6000 ريال.