
تشهد سوق الإسمنت حاليًا فائضًا بالإنتاج والمعروض الذي انعكس على خطوط الإنتاج في شركات الإسمنت، وبدأت بعض الشركات أو المستثمرين في القطاع بالتفكير في معالجة هذا الفائض بإيقاف أو بيع بعض خطوط الإنتاج والمعدات، وهو ما يعتبر خسارة نظرًا لفارق السعر بين بيع وشراء المعدات، ولأن سوق الإسمنت بالمملكة من الأسواق التي تشهد عادة تذبذبًا، فمن المهم أن تتعامل المصانع بشيء من الصبر مع ذلك وعدم فك وبيع بعض الخطوط، لأن المملكة ولله الحمد مقبلة على مزيد من المشروعات، مما يعني زيادة الطلب في المستقبل
إن شاء الله، لاسيما مع مشروعات الإسكان الحالية والمستقبلية، والمشروعات الكبرى في القدية ونيوم وغيرها من المشروعات التي تأتي في إطار رؤية المملكة 2030، التي يتوقع أن ترفع الطلب على المنتج الوطني بشكل عام.
ولهذا، وكما ذكرت في مقالات سابقة أن أفضل وسيلة لمعالجة الوضع القائم يتمثل في اتباع أمرين هما:
الأول استخدام الإسمنت المسلح في تشييد شبكات الطرق، وخاصة في الجانب الأيمن من الطرق والمخصص للشاحنات، والذي تراه واضحاً في طرق المملكة لتحمل الثقل الكبير لحمولة الشاحنات أو لطبيعة الأرض الرملية أو الطينية، وهذا معمول به في دول متقدمة مثل أميركا.
والثاني يتمثل في اقتراح بإنشاء طرق وطنية قوية خاصة للاستخدامات العسكرية، تعتمد كذلك على الإسمنت المسلح، أسوة بما شاهدناه في أرجاء كثيرة في دول أوروبا وأميركا الشمالية، حيث ترى لافتات تشير للدبابة ووزنها على معظم الجسور والكباري هناك.
إن التعامل مع وفرة المعروض يمكن أن يكون عبر العديد من الطرق كإيقاف بعض خطوط الإنتاج مع المحافظة على صيانتها، وتقليص المصروفات، والتفكير بمنافذ بيع عبر التصدير، وغيرها من الأساليب التي لا تضر القطاع، وبنفس الوقت تحافظ على مستوى معين من المبيعات حتى نصل – بإذن الله – إلى عودة الطلب بمعدلاته العادلة.