ازدادت هذا الأسبوع أعداد المصابين في فيروس كورونا المستجد covied19 في المملكة، حيث أظهرت الإحصائيات أن الأغلبية منهم هم من الجنسيات غير السعودية من العمالة الوافدة للشركات المختلفة، والذين يسكنون في إسكان مزدحم، وقد أشار وزير الصحة إلى ذلك، وإن نسبة إصابة غير السعوديين أكبر من نسبة إصابة السعوديين في المجمل، وقد ارتفعت نسبة الإصابة في الأيام الخمسة الأخيرة بسبب قيام وزارة الصحة بإجراء فحوصات على هؤلاء العمالة، وقد دعت الحاجة إلى العمل في خطة وطنية شاملة من أجل توزيع هؤلاء العمالة وإخراجهم من مساكنهم المكتظة، وقد تعاونت وزارة التعليم بتسليم 3445 مبنى تعليمياً دعماً لجهود وزارتي الصحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية للحد من انتشار فيروس كورونا.
إن التناغم الذين نشهده هذه الأيام والتنسيق بين الوزارات والهيئات خلال إدارة هذه الجائحة في داخل المملكة هو تناغم في أعلى مستوياته وجهود جبارة وحثيثة من أجل حفظ إنسان هذه الأرض المباركة بغض النظر عمن هو هذا الإنسان، وما صفته في هذه الأرض، وقد دعمت هذه الجهود القيادة الحكيمة وحكومتنا القوية، ونتج عن ذلك الحد من انتشار الفيروس، ولكن يأتي دور بعض رجال الأعمال والتجار والشركات، والتي لم تعتن بالبيئة المكانية المناسبة للعمال، فكانت هذه الأحياء السكنية غير المناسبة والتي تعتبر بيئة حاضنة للأمراض والأوبئة، وقد تكاتفت خلال هذه الأوقات الوزارات من أجل حل هذه المشكلة.
إن الوقوع في المشكلات هو أفضل بيئة للتصحيح والعمل على إعادة التنظيم، وهذا ما حدث فيما يخص مساكن عمال الشركات والمؤسسات المختلفة من أجل السلامة الصحية للمجتمع بكافة مكوناته عبر اتخاذ التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية والتي من شأنها الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، لذا أصدرت وزارة الشؤون البلدية والقروية الاشتراطات الخاصة بالعاملين وإسكانهم والإهابة بالمسؤولين عنهم في الالتزام بذلك.
يجب أن يعمل الجميع كل حسب اختصاصاته ومسؤولياته، وأن يلتزم الجميع بالاشتراطات والقوانين من أجل أن نكون عوناً للوطن وسنداً بل وأن نكون مصدر خير له.. لذا يجب أن يعمل كل من هو رب عمل بالتعاون مع الجهات المختصة من أجل توعية عمالته ومراقبة سلوكهم فيما يخص التباعد الاجتماعي وتهيئة البيئة المناسبة لهم.
إن العمالة ببيئتهم السكنية وسلوكهم الاجتماعي قد يكونون قنابل موقوتة على هذه الأرض المباركة في ظل هذه الجائحة، لذا يجب أن يعمل جميع أرباب العمل على تنظيم وتوعية كل من يقع تحت مسؤوليته، ونحن على ثقة بأن وزارة الشؤون البلدية والقروية ستولي الموضوع جل اهتمامها حالياً ومستقبلاً من أجل وقف أي كوارث بشرية، فالجميع غالٍ، ولا نريد أن نفقد أي نفس بشرية من جراء انتشار هذا الفيروس القاتل.