
رغم هدوء السوق وتباطؤ العمل في جميع مدن المملكة إلا أن سوق مكة المكرمة هو الأكثر حركة وتداولا وتطويراً، من خلال المشروعات التي تشهدها سواء الحكومية التي يجري العمل عليها مثل توسعة الحرم المكي الشريف ومشروعات البنى التحتية من طرق وجسور وأنفاق محيطة به من جميع الاتجاهات أو مشروعات النقل داخل العاصمة المقدسة وقطار الحرمين.
وكذلك تطوير مشروعات طريق الملك عبدالعزيز والأحياء العشوائية المحيطة به وجبل عمر وجبل خندمة والمشروعات التي ستقام جنوب الحرم في أجياد وفي الشمال المجاورة لتوسعة الملك عبدالله، كلها سوف تزيد السعة الاستيعابية للوحدات السكنية المحيطة بالمنطقة المركزية، من هنا يمكن القول أن مكة المكرمة عبارة عن ورشة عمل مستمرة على مدار الساعة.
معظم الاستثمارات العقارية الإسكانية هي لرجال أعمال ومطورين وشركات وأفراد وتتم حاليا بشكل مكثف؛ حيث يجري تنفيذ العديد من المشروعات على شكل أبراج سكنية متعددة الأدوار وفي مختلف الاتجاهات.
ومن خلال ما نرى ونسمع في السوق العقاري فهناك أيضا مشروعات جديدة قادمة يجري التخطيط لها سواء بيع أراضٍ مطورة أو تنفيذ أبراج سكنية، وفي المنطقة بين مكة وجدة والسؤال هل مكة المكرمة -شرّفها الله- بحاجة لهذه الأعداد من الوحدات السكنية؟
قد تكون المشروعات التي تنفذ حاليا والقادمة تتجاوز الطلب الفعلي على المساكن من قبل سكان مكة المكرمة الدائمين، وستكون الحاجة للفائض منها أثناء مواسم الحج والعمرة من شهر ربيع الأول وحتى محرم.
والسؤال الأهم هل تستطيع الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالخدمات مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات مواكبة التوسع الحاصل؟ أم يكون هناك نوع من التأخير كما حدث ويحدث اليوم لمخططات وأحياء في مكة المكرمة نفسها أو ومدن أخرى قائمة منذ عقود ولم تصلها الخدمات.
من المشاكل الحالية التي تعيشها المدينة المقدسة صعوبة توفر مياه الشرب والتي لا تغطي الطلب الحالي على المياه، وفي المواسم يشتد الطلب عليها ويأتي بعضها من المدن المحيطة جدة والطائف حيث ينتج عنها سوق سوداء ومتاجرة بصهاريج المياه التي تأتي منها، كما أنها تؤثر على الطلب في هذه المدن من خلال نقص المياه؛ لأن معظم الأحياء في جدة مثلا تعتمد على شراء مياه التحلية منذ سنوات لعدم وصول شبكة المياه اليها.
المشكلة الأخرى مشكلة مواقف السيارات والزحام الذي يحدث جراء البحث عن مواقف مجاورة للمنطقة المركزية والمشاعر ولا توجد إلا بِشِقّ الأنفس وتزيد في المواسم رغم تخصيص مواقف خارج مكة للمعتمرين.
تبقى المخاوف لدى الكثير من المستثمرين من تعطل مشروعاتهم بسبب عدم توفر الخدمات، مما يتسبب في خسائر لاستثمارات بمليارات الريالات.. أسئلة بحاجةٍ الى إجابات مقنعة من الجهات الحكومية والخاصة المعنية.