
بنيان ليست مجرد جمعية خيرية تمارس عملها بالنمط التقليدي من جمع تبرعات من المحسنين وتوجيهها للمحتاجين. بل هي صرح إقتصادي وتنموي فعّال في المجتمع، يقوم عليها مجموعة من الأخوات الفاضلات يشكلن جميع إعضاء مجلس إدارة الجمعية، وغالبية متطوعيها.
فخلال الفترة الزمنية الماضية، قامت الجمعية بتسليم مساكن للعديد من الأسر المستحقة بمنطقة القصيم كمرحلة أولى، وأعلنت الجمعية على لسان الأستاذة تركية الفارس، نائب رئيس الجمعية في لقاء تلفزيوني، بأنه وخلال الأسابيع القريبة القادمة، سيتم تسليم عدد أكثر من الأسر وفي مناطق مختلفة بالمملكة، ليكتمل تسليم المساكن لعدد 500 أسرة بنهاية عام 2018.
هذا الرقم الكبير من المساكن التي ستسلمها الجمعية يطرح فرصة لتساؤل بسيط وهو، كيف إستطاعت جمعية بنيان من توفير ميزانية ضخمة لتنفيذ مثل هذه المبادرة الرائعة وتسليم 500 أسرة مساكن خلال فترة لا تتجاوز أسابيع معدودة؟.
والجواب أوضحته الأستاذة تركية الفارس ضمن اللقاء التلفزيوني، بأن تنفيذ المبادرة تم بموجب إتفاقية شراكة بين الجمعية و الإسكان التنموي التابع لوزارة الإسكان، والذي خلق نموذج عملي وجميل للتكامل بين إمكانيات القطاع الحكومي، وإحترافية وتخصص القطاع غير الربحي.
وتتلخص إتفاقية الشراكة بين جمعية بنيان والإسكان التنموي، بقيام وزارة الإسكان بدعم الجمعية من خلال تأمين العدد المطلوب من وحدات الإسكان التنموي، وتقوم الجمعية من جانبها بتسليم السكن للأسر التي تخدمها الجمعية. ليتحقق بذلك التكامل بين الوزارة والجمعية، لخدمة الأسر الأشد حاجة.
ومع توفر دعم الوزارة للمبادرة، أصبح بمقدرة الجمعية التركيز وبسهولة على دورها التنموي والذي تمارسه مع مستفيديها من جهة، والإستفادة من مايردها من تبرعات من جهات أخرى لتنفيذ باقي مبادرتها العديدة والرائعة.
في وطني ولله الحمد، الكثير من الجمعيات المتميزة، وننتظر منها ومن باقي الوزارت تفعّيل التكامل فيما بينها لتنفيذ مبادرات الرؤية الوطنية الطموحة، والقيام بدورها التنموي، من خلال مبادرات رائعة ذات أثر طيب وواضح، كمبادرة جمعية بنيان والإسكان التنموي.