لنتفق من حيث المبدأ على أن وزارة الإسكان تبذل جهودًا ضخمة في سبيل توفير المساكن من خلال برنامج سكني الذي يبني مشاريع في عدد من المناطق، ويتم تسليم مستفيديه العشرات والمئات من المساكن شهريًا، وذلك قياسًا بما مضى أو في السنوات السبع الأولى للوزارة يعتبر انجازًا ينبغي الإشادة به ودعمه وتشجيعه.
قد يسخط البعض من أداء الوزارة أو يرفض مشاريعها وبرامجها، وقد يتفق أو يختلف معها آخرون في الرأي، وعدم اتفاق الآراء أمر طبيعي، المهم هو أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية!
طالما أن القائمين على الوزارة يسعون ويعملون وينفذون مشاريع على أرض الواقع ويشركون القطاع العقاري في ذلك، يجب الاعتراف حينها بأن ما يتم تقديمه هو الأفضل مقارنة بما كان عليه الحال من تراجع وجمود وبطء وقوائم انتظار ومعالجات رديئة وغير عملية.
ما دفعني لذلك تساؤل عضوة مجلس الشورى الدكتورة إقبال درندري عن خطة وزارة الإسكان لاستدامة رأس المال لديها في ظل الأرباح المرتفعة التي تحصل عليها البنوك وجهات التمويل، وهنا اتفق معها تمامًا، بل أزيد على ذلك واقول: إن مبدأ الاستدامة ينبغي أن يطال كل أنشطة الوزارة بدءًا من مشاريعها في المخططات الجديدة وانتهاء بالأراضي والبيع على الخارطة وكل منتجاتها بما فيها التمويل، وذلك لسبب بسيط وهو أنها وزارة استراتيجية ما يعني أن الاستدامة غاية من غاياتها وينبغي ألا يتنازل عنها الوزير المعني بالإسكان.
مشاريع الإسكان التي تم تنفيذها في مختلف مناطق المملكة جيدة وتدعم خطط الوزارة في تنفيذها وتسليمها بأسرع ما يمكن، ولكن يبدو انه من المهم أن تفتح الوزارة مزيدًا من القنوات التواصلية مع المواطنين؛ لإيضاح ما يجب إيضاحه من تساؤلات أو برامج أو حتى مراجعات تسهم في تطوير العمل وتسريع إيقاعه، كما من المهم فتح نوافذ اتصال مع الإعلام والنخب الاقتصادية والإعلامية والفكرية حتى تجد الوزارة الدعم الذي يعزز جهودها، فأرى أن هناك فجوة بين منجزاتها وأعمالها والرأي العام.
يقول العلماء إن السمع والبصر يزوداننا بحوالي 95% من المعلومات التي نتلقاها، واقول لوزارة الإسكان من المهم أن تتواصل الوزارة مع الجمهور والنخب الاجتماعية والاقتصادية بشكل مستمر وبكافة الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة وغيرها، حتى لا تتسع الهوة وتضيع منجزاتها مع الريح، لأنها كما ذكرت سابقا حققت بالفعل إنجازات كبيرة في وقت وجيز وقياسي، ولكن لا تزال هناك كثير من الأسئلة في الوسط الاجتماعي، ومن الضروري أن تقترب الوزارة أكثر من الناس لأنها فعلت أفضل ما يمكن فعله حتى الآن.