عندما بدأ البیع في بعض المخططات كان سعر القطعة منھا بعشرات الآلاف فإذا اشتریت قطعة أرض بأربعین ألف ریال قد تصبح بعد عشرین أو ثلاثین عاماً بأربعمائة أو ستمائة ألف ریال، وھذا الأمر ینطبق على معظم الأراضي السكنیة والتجاریة في المدن والمحافظات الكبیرة والمتوسطة سواء كان ذلك تطوراً طبیعیاً للأسعار أم لعبة عقاریة یقودھا تجار العقار!
عند بدایة تخطیطھا وبیعھا فإن بعضھا لا یعطى إلا دورین فقط عند تقدم صاحبھا بطلب تصریح بناء، ولكن مثل ھذا، ونظراً لأن سعر الأراضي یكون متواضعاً الارتفاع یصبح بعد سنین عدیدة غیر مناسب لعدة أسباب منھا تطور سعر القطعة من الأراضي إلى عشرات ثمنھا الأصلي كما أسلفنا من قبل مما یجعل بناءھا دورین غیر مفید من الناحیة الاستثماریة ومنھا أن صاحب المبنى یصبح له أبناء شبان بحاجة إلى شقق سكنیة لاستخدامھا بعد زواجھم لاسیما أنھم في مقتبل حیاتھم العملیة ولا یملكون من المال ما یستأجرون بھ شققاً أو یكون الإیجار ثقیلاً علیھم، ناھیك عن قدرتھم على إنشاء سكن مستقل بأسمائھم لأن أقل مبنى مع الأرض یحتاج إلى ملیون ریال فمن أین لشاب راتبه محدود جداً توفیر ملیون ریال لإنشاء سكن خاص لھ ولأسرته الصغیرة، ولذلك فإن من المصلحة إعادة النظر في نظام ارتفاعات المباني في المخططات التي لا یسمح فیھا بما یزید على دورین لتصبح أربعة أدوار على أقل تقدیر.
وحسب ما لدي من معلومات فإنه یوجد في العاصمة المقدسة مخططات قدیمة مثل حي العوالي شرق مكة المكرمة وأخرى في جنوبھا ومخطط التخصصي على طریق مكة المكرمة ــ جدة لم یزل الارتفاع فیھا في حدود دورین مع أن سعر القطعة منھا قد أصبح یزید على ملیون ریال فما المانع أن یسمح لأصحابھا بارتفاع أربعة أدوار لیكون الدوران الإضافیان على ھیئة شقق سكنیة تؤوي أبناءھم المتزوجین أو تكون الشقق للإیجار فیوسع صاحبھا بإیجارھا على نفسھ وعیاله.
وبما أن الحدیث عن العاصمة المقدسة فإن المرجو من أمانتھا محاربة الذباب المتكاثر بالرش كما ھو الحال في أعقاب كل موسم حج، حیث أصبح وجوده مقلقاً وقد یؤدي إلى نقل الأمراض والأوبئة ونشرھا بین السكان!