لو لم أذكر في هذا المقال غير هذا العنوان، لكان كافياً لشرح أهمية حصول أي مواطن على سكن يأمن فيه على نفسه، وعلى أسرته سواء كان على قيد الحياة، أم بعد رحيله. فحياة الإنسان ومنذ العقود السحيقة، مرتبطة بالمسكن.
فمن ظل شجرة إلى صخرة مرتفعة، ثم كهف طبيعي، وآخر يحدثه بحفر الصخور، إلى مسكن يصنعه من خوص النخيل وأغصان الأشجار وجذورها، حتى وصل للمسكن بمفهومه الحديث.
من لا يجد لقمة يأكلها، أو شربة ماء يحتاجها، أو بيتا يأوي له، هو الوحيد الذي يشعر بمرارة الحرمان منها،ولا لوم عليه إن اشتكى أو بكى، فمن يده في نار تحرقه، ليس كمن يده في ماء بارد تنعشه. فهذه هي أساسيات الحياة الكريمة، ومن يفقدها يفقد المعنى النبيل للحياة.
تصوروا رجلاً في رقبته نساء وكومة أطفال وأبناء، وهو عاجز عن تأمين مسكن لهم! تصوروا أرملة أو مطلقة أو يتامى أو مساكين، ليس لديهم بيت يؤويهم، أو باباً يسترهم ويستر عليهم!! هل هناك حياة كريمة بدون سكن!؟
عندما لا يكون لدى الإنسان ما يأكله فإنه يموت جوعاً، وعندما لا يكون عنده ماء يشربه فإنه يموت عطشاً، وعندما لا يجد مسكناً يحميه، فإنه قد يموت بموت كرامته.
كل ما أتمناه، أن يتفهم كل مسؤول في وزارة الإسكان، ما يعنيه البيت لرب الأسرة وللأرملة والمطلقة واليتامى والفقراء البائسين.
البيت بالنسبة لهم، بمثابة الحياة والموت، وأن أي تأخير في وضع الحلول، إنما هو كتأخير توفير الدواء للمريض.
ولهذا على معالي الوزير ومساعديه وكل العاملين المجتهدين في وزارته، ألا يغضبوا عندما تتعالى أصوات المواطنين مطالبين، بتسريع وتيرة إنجازات الوزارة على أرض الواقع.