لدى بعض المواطنين صورة ذهنية غير مشجّعة ومشوشة عن البنوك، خاصة لدى الشباب الذين يعلقون جزءًا من مشاكلهم، والمصاعب التي يواجهونها، على هذا القطاع المصرفي الهام.
ومرد تلك النظرة السلبية، ما تعلنه البنوك من أرباح ضخمة، مقارنة بما تقوم به في مجال المسؤولية الاجتماعية، مع تجاهل تام لمعلومة مهمة، وهي أن تلك المؤسسات المصرفية ملك لمئات الآلاف من المواطنين المساهمين، وليس لشخص أو مؤسسة محدودة الملاك، مما يعمّق من تلك النظرة السلبية.
في أواخر رمضان الماضي أُقيم حفل نظمه بنك سامبا، وحضره وزير الإسكان ماجد الحقيل، ومحافظ مؤسسة النقد الدكتور أحمد الخليفي؛ احتفالًا بتسليم مائة أسرة متعففة ومحتاجة مفاتيح منازلهم الجديدة التي تبرع بها ذلك البنك، حيث شيّد كل منها على مساحة 400 متر مربع من طابقين ضمن فئتين من ثلاث وأربع غرف نوم، مع صالة ومجلس وغرفة طعام، ومؤثثة بالكامل، وهي الدفعة الثالثة من المبادرة المجتمعية السكنية للبنك، وقد تم توزيعها على عشر محافظات منها: جازان، المخواة، رماح، طريف، ثادق، رياض الخبراء، الزلفي والقنفذة، فيما بلغ عدد أفراد الأسر المستفيدة حتى الآن حوالي 1600 مواطن ومواطنة.
المبادرة تستهدف توزيع 500 وحدة سكنية في مختلف مناطق المملكة، وتأتي في إطار التعاون بين البنك ووزارة الإسكان، بحيث تتولى بموجبها الوزارة اختيار الأسر المستحقة، من بين الفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا، ومن بينهم أرامل وأيتام وكبار سن، وعلى رأس هؤلاء جميعًا ذوو أسر شهداء الحد الجنوبي، والمدرجة أسماؤهم ضمن قوائم المتقدمين لبرامج الوزارة للحصول على السكن الكريم.
ومن حق هذا البنك الوطني علينا، شكره والثناء على مسؤوليه، وعلى مبادرته الكريمة، التي نأمل أن تكون بداية وفاتحة خير لسلسلة من المبادرات المجتمعية لبنوكنا المحلية الأخرى.
ولكم أن تتصوروا تأثير هذه المبادرة على هذه العائلات؛ كي تعرفوا أنها مبادرة تستحق التقدير.. ولكم تحياتي.