كلما أردت تسليط الضوء على بعض الأحياء في حاضرة الدمام التي تعاني القصور في معظم مقومات الحياة الكريمة، تذكرت الأعذار المعلبة التي تساق لتبرير ذلك القصور.
فرغم اعتقادي بأن أجزاء كبيرة من مخطط ضاحية الملك فهد بالدمام ومخططات جنوب الخبر هي الأسوأ من حيث رداءة الحياة فيها، إلا أنني فوجئت بمخطط أسوأ من تلك المخططات، بل أسوأ من كل ما توقعت أن أراه في حاضرة الدمام، وقد ساقني القدر لأشاهد أحد مخططات غرب الدمام يطلق عليه اسم حي «الفيحاء»، وليتني لم أشاهده أو أر ما هو قائم فيه، فما شاهدته على الطبيعة أسوأ مما يمكن لي أن أتصوره.
فلا شوارع مسفلتة أو حتى ممهدة، والطين في كل مكان، والمياه تغمر الحفر وتخفيها عن أعين السائقين وكأنها مصائد لهم ولمركباتهم. وفي ظل تلك الأوضاع فإن الحديث عن أرصفة للمشاة أو أشجار للزينة أو ملاعب للأطفال يعتبر ضربا من الخيال والعبث.
أحاديث كثيرة بتنا نسمع عنها تعنى بجودة الحياة، لكن من يمر بتلك المخططات يدرك أن بينها وبين تلك المبادرات ما بين الثرى والثريا. فجودة الحياة لا يمكن أن تتحقق في ظل وجود مخططات سكنية تنعدم فيها عناصر الحياة الكريمة. ولا أدري ما الذي قام به المجلس البلدي لتحسين أوضاع الساكنين في تلك المخططات.
أما الأمانة فالتبريرات المتوقعة وغير المعلنة هي عدم وجود ميزانيات كافية للمشاريع، وهذه تبريرات وإن كانت صحيحة إلا أنها تبقى غير مقبولة. ومع ثقتنا الكاملة بمعالي الأمين ورغبته الصادقة بالارتقاء بمدن المحافظة وأحيائها، إلا أن الأمور لا تحل بالمخاطبات والمكاتبات، بل تتطلب رحلات مكوكية لزيارة الوزارة لشرح حال تلك المخططات وما تحتاجه من مشاريع عاجلة ومكثفة. ناهيك عن ضرورة تحرك المجلس البلدي لنقل الصورة الحقيقية لمعالي الوزير، والمطالبة بتخصيص ميزانيات مستقلة لمعالجة الخلل القائم في هذا المخطط أو غيره.
من يسكن في تلك المخططات هم مواطنون مثلهم مثل من يسكن في الأحياء المدللة كأحياء الشاطئ والمزروعية في الدمام أو الحزامين والهدا والكورنيش في الخبر.