تعودنا من «تويتر» وبقية الوسائل الحديثة التي تحملها جوالاتنا الذكية، على خفة دمنا، حيث أصبحنا شعبا سريع النكتة، كما تعودنا أيضا على سرعة الانفعال والتفاعل مع ما نجده أمامنا، أي أنه كما يقول المثل المكاوي «يخطف الكبابة من فم القدر»، وهو مثل على التسرع دون تثبت أو بحث أو تروٍّ. فنحكم على الأمور دون دليل او برهان.. وعلاوة على خفة الدم فقد برع بعضنا، وبشكل ملفت للنظر، في التحوير والتزوير باستخدام المونتاج والمكساج وكل الوسائل التي توفرها الأجهزة الذكية، فأصبحوا ينافسون المتخصصين الفنيين في الإنتاج التلفزيوني والسينمائي. هذه الحقيقة لا يجب أن تغيب عن بعض المسؤولين الذين لا يسلمون من الهجوم «الإليكتروني» بمجرد أن يصرحوا او يتحدثوا عن أي أمر يحمل صفة التأمل والترقب والأمل وله مساس بالمواطن، فيمتزج الهجوم بالسخرية التي تأخذ شكل «الطقطقة»، وقد شرحها الأستاذ خلف الحربي في عموده يوم الاثنين الماضي، ورغم خروج البعض عن النص، إلا أن «الطقطقة» في حد ذاتها تنفيس وانعكاس لمشكلة معينة ظلت مستعصية عن الحل رغم الدعم المادي والمعنوي من الدولة للجهة المناط بها أي أمر متعطل كالإسكان مثلا. فعندما ابتسرت واجتزئت ندوة دامت حوالى الساعة والنصف لوزير الإسكان حضرها نخبة من الكتاب والاقتصاديين، ابتسرت في ثلاثين ثانية حملت جملة صغيرة للوزير جاءت في ثنايا مقدمته للندوة أشار فيها الى أن «مشكلة الإسكان لدينا ليست مشكلة موارد أو اراض وإنما هي مشكلة فكر» تداول القوم هذه الكلمات، فجاء الهجوم دون أن نستمع او نتحقق مما يعنيه الوزير، وقد شرحه وأوضحه في بقية مقدمته بأسلوب حمل قناعات علمية واقتصادية واجتماعية. ورغم أن «الطقطقة» على ذلك قد تنوعت موضوعاتها واساليبها، إلا انه وكما قلت كانت انعكاسا لما يحمله الناس عن وزارة الإسكان، هذه الوزارة التي لم يظهر نتاجها حتى الآن، خصوصا ونحن نعلم أن وزيرها الأول قد أطلع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- في قصر اليمامة يوم الاثنين (9/5/2011) على تصاميم النصف مليون وحدة سكنية التي أمر -رحمه الله- بإنشائها في جميع مناطق المملكة. مرت قرابة السنوات الخمس ولم يسكن أحد، فيا معالي الوزير الجديد ندرك أنه لم يمض على تعيينك حوالى اربعة شهور، فلا تزعل وخذ من الهجمة عليك وسيلة تدعم بها نشاط وعمل وزارتك.
11 نوفمبر 2015