مع التوجه الكبير للمدن للتحول نحو مدن ذكية تعتمد على تقنيات تكنولوجيا المعلومات والإنترنت في إدارة المدن واتخاذ القرارات المختلفة، وتنفيذ المشروعات الحيوية بالمدن، وتشغيل بعض مكونات البنى التحتية، وكذلك تقديم الخدمات الحكومية والبلدية الذكية للساكنين من خلال أنظمة رقمية ذكية تساعدها في توفير بعض الخدمات الحضرية والتعليمية والصحية وأنظمة إدارة النقل والمرور وخلافها.
إلا أن أمر تعرض تلك الأنظمة الذكية للاختراق يعتبر أمر وارد الحدوث خصوصاً مع تزايد وارتفاع عدد الهجمات الإلكترونية عالمياً إلى أكثر من نصف مليون هجوم في الدقيقة الواحدة، أو عند استخدام أنظمة وبرمجيات هشة في إنشاء البنية التحتية الرقمية بالمدن تفتقر لمعايير التشفير والتوثيق والحماية مما يجعلها معرضة للقرصنة، وبالتالي قد تتسبب في مخاطر ومشكلات عالية تتأثر بها المدينة وساكنوها.
وللتوضيح بشكلٍ أكبر يلاحظ في بعض الأحيان حدوث توقف لأنظمة المرور أو انقطاع لشبكات الكهرباء والإنترنت أو توقف لنظام المترو أو قطارات الأنفاق كما حصل في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية قبل عدة أعوام وهذا قد يعود إلى وجود هجمات إلكترونية تستغل ثغرات في الأنظمة والبرمجيات تؤدي إلى إيقاف النظام، حيث يؤدي اختراق تلك البيانات والأنظمة إلى توقف العمل وتعطيل سير الحياة اليومية.
لذا ظهرت الحاجة إلى وجود الأمن السيبراني أو أمن المعلومات وهو عبارة عن مجموعة من الوسائل والآليات التقنية والتنظيمية والإدارية التي يتم استخدامها لمنع أي تدخل أو عمليات غير مصرح بها واستعادة البيانات ونظم المعلومات الإلكترونية التي تحتويها وحمايتها وضمان توافرها واستمرارية عملها.
وهنا تكمن أهمية وجود استراتيجية أمن سيبراني على مستوى المدن تماشياً مع وجود خطط وبرامج مميزة لتهيئة خمس مدن بالمملكة للتحول إلى مدن ذكية بحسب ما أعلنته وزارة الشؤون البلدية والقروية مؤخراً، وهذا يتطلب وجود تنسيق متكامل بين الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والجهات الخدمية الأخرى التي انطلقت في التحول الرقمي الذكي لتقديم وتوفير خدماتها، وذلك لوضع الاستراتيجية التي تساعد في تقييم المخاطر ومواجهة التحديات السيبرانية ووضع خطة عمل محكمة لتعزيز جوانب الأمن والحماية في المدن.