الاستثمار العقاري هو قرار يجب التفكير فيه جيداً قبل اتخاذه، ولإتمامه بنجاح يتطلب الكثير من البحث والدراسة قبل الغوص فيه، وكذلك الصبر والالتزام، كما سيكون بمثابة رحلة مربحة لك في حال بدأته بشكل صحيح.
قد تختلف خيارات الاستثمار العقاري من شخص لآخر، ولمعرفة ما يناسبك يجب عليك تحديد أولوياتك واحتياجاتك، كما أن هناك العديد من الخيارات المتاحة أمامك أولها وأبسطها أن تتملك عقاراً وتؤجره، بحيث تستفيد منه كدخل إضافي، بالإضافة إلى دخلك من عملك الأساسي.
أما خيارك الثاني فهو أن تستثمر في المشاريع التي لاتزال قيد الإنشاء، بحيث يمكنك الاستفادة من الإيجار بمجرد اكتمال العقار، لكن هناك جوانب أساسية عدة بالنسبة للاستثمار في مشاريع عقارية على الخارطة أو في مرحلة الإنشاء، بعضها إيجابي جداً وبعضها قد يعتبر سلبياً في ظل متطلبات وأهداف بعض المستثمرين، لذا يجب أخذها بعين الاعتبار ومعرفتها من قبل المستثمر:
– أولاً: لا توجد أي عائدات على الأسهم الخاصة بك أثناء بناء المشروع.
– ثانياً: إمكانية حدوث تأجيل تسليم المشروع.
– ثالثاً: احتمالية تحقيق أرباح بسبب زيادة سعر العقار عند الإنجاز، والذي من المرجح أنك لن تكون قادراً على تحقيقه عند شراء عقار جاهز، ولكن مما يجدر ذكره أن زيادة سعر العقار عند الإنجاز ليست قاعدة ثابتة، بل تعتمد على عوامل يمكن تقديرها إلى حد بعيد في وقت الاستثمار، ولذلك من المهم جداً إيجاد الخبير العقاري المناسب من خلال السماع لخبراء أو وسطاء عدة ومن ثم تحديد أفضلهم، وبناء علاقة وطيدة على المدى البعيد.
– رابعاً: لن تدفع المبلغ الكامل للشراء من أول يوم، حيث إنك ستتبع خطة دفع محددة مرتبطة ببناء وتطوير المشروع.
ولضمان استثمارك بطريقة صحيحة وناجحة، يجب عليك دائماً وأولاً تحديد أهدافك الاستثمارية. لنسلط الضوء على أهم نوعين من الاستثمارات العقارية:
1- مشاريع خارج الخطة، فمن المرجح أن يكون هدفك هو «زيادة قيمة رأس المال» بمجرد اكتمال المشروع.
2- العقارات الجاهزة، حيث تشكل هدفاً رئيساً للمستهلكين الجادّين وكذلك للمستثمرين الذين يرغبون في الحصول على إيرادات إيجار تتسم بالاستقرار.
وبالنسبة لموقع الاستثمار العقاري قد تختلف الآراء حول أهميته ومدى تحقيق كمية الأرباح المراد الحصول عليها، فعلى سبيل المثال وعلى المستوى العالمي، يميل الموقع المركزي أو (وسط المدينة) إلى توفير مستوى أعلى وأفضل من الأمان، بالإضافة إلى توفير عوامل وأسس أكثر تسهم في رفع رأس المال، بينما يوفر دخل إيجار أقل من المواقع الخارجية الأخرى.
وتميل المواقع المركزية أيضاً إلى أن تكون أكثر سيولة إذا كان المستثمرون يرغبون في بيعها يوماً ما، بغض النظر عن وضع السوق، لكن كلما ابتعدت عن المركز أو وسط المدينة، يمكنك الحصول على دخل إيجار أعلى.
بالنسبة لي أعتقد أن الأمر كله يتعلق بالتوقيت، ففي الأسواق المليئة بالتحديات تكون المواقع المركزية وشبه المركزية ميسورة الكلفة ويمكن شراؤها بأسعار مناسبة جداً، وتوفر قيمة ممتازة للأموال المستثمرة، وهذا ما يدعوني الى أن أوصي بالاستفادة من فترات الركود والاستثمار في المواقع الرئيسة. من ناحية أخرى، عندما تزدهر الأسواق، تصبح المواقع الرئيسة مكلفة للغاية وغير ميسورة الكلفة.
أنصح كل من يريد أن يدخل في عالم العقارات الواسع، أن يكون على قدر من المعرفة والخبرة الكافية، متمكناً أكثر من نفسه في هذا المجال، والأهم من ذلك أن يتحين الفرص التي تناسبه مادياً وعملياً، ويجب على كل من يريد اقتحام عالم العقارات وينضم إليه أن يستعين بالخبراء حوله وأن يستمع لآرائهم وتجاربهم، وأن يبقي الباب مفتوحاً للخيارات بجميع أشكالها حتى يرسو على أفضلها، والتي ستكون بداية نجاحه في عالم الاستثمار العقاري.