بدأت تاريخًا النهضة العمرانية في مفهومها المعاصر في المملكة العربية السعودية بعد اكتشاف النفط في أوائل القرن العشرين ومنها بدأت شركات النفط، ومن ضمنها أرامكو البدء في تشكيل منظومة من الأعمال لتأسيس مرافق تخدم اغراضها لوجستيًا بسبب عدم وجود بنية تحتية في ذلك الوقت، وكانت التحديات كثيرة، والأوليات متعددة.
هذه التحديات والأولويات جعلت شركة النفط، ومنها أرامكو تستعين بعدد كبير من الافراد السعوديين في تلك الحقبه لسد ثغره العماله ومنها بدء العامل السعودي تعلم مهارات جديدة لم يكن يعرفها من قبل وانتقل من الأعمال التقليدية إلى جميع الحرف التى تحتاجها صناعة النفط وهذه نقله نوعيه للفرد السعودي، وبداية الاحتكاك مع العالم الجديد.
هذا الجيل من السعوديين نجح رغم الصعوبات في اجتياز التواصل باللغه الانجليزيه، وذلك بالتحدث دون الكتابة لكسر عامل الوقت ثم واصل التدرج في مهارته من عامل غير ماهر إلى أعمال متخصصة يحتاجها قطاع الإنشاءات لدعم صناعة النفط وتكونت منها طبقة من الفنيين السعوديين تعمل في أعمال جديدة في قطاعات التشييد والبناء والطرق، والطاقة والحفر وتشكلت منها بداية دخول السعوديين كمقاولين من الباطن في تلك الأعمال ثم كمقاولين رئيسين لاحقًا، ولكن للأسف الشديد انقطعت هذه المهارات في منتصف السبعينات عند بدايه الطفره وفتح المجال على مصراعيه لاستجلاب العماله الرخيصه من الخارج لسد ثغره النقص في العمالة، وتوجه الشباب السعودي للدراسه الاكاديميه.
والأن في اعتقادي أنه أن الاوان لاعادة بث تلك المفاهيم في الجيل الجديد، والذي يشكل من 50% من السكان وفي ظل ازدياد الباحثين عن عمل و نقص الفرص المتاحة للتوظيف وذلك بأستحداث برامج شراكات بين المؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني وشركات المقاولات لخلق الإثارة والحماس للجيل الجديد للعمل في هذا القطاع، وتوفير الاهتمام والإلتزام النهائي بالمشاركة والنجاح .
هذه البرامج يجب أن تهدف لقيام شراكة بين المشاركين و المؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني وشركات الإنشاءات على أن يصبح المشاركون المؤهلون متدربين مبتدئين لدى شركات الانشاءات، وفي بداية دراستهم تتحمل الدولة تكلفة تدريبهم والغرض من ذلك هو خلق علاقة تربط بين الطالب والشركة مع وضع معايير للمشاركة وشروطاً للعمل المستمر وكأي علاقة عمل فإن الالتزام بالمواعيد والمشاركة والدقه بالعمل، ومعايير السلوك ستكون هي المعالم الرئيسية للاستمرارية.
بالاضافه أن يسعى أن تكون تلك البرامج معترفًا به من خلال هيئة معتمدة دوليًا مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا التي لديها برامج بالامكان استخدامها كنماذج، ويكون المنهج الدراسي للبرنامج موزعًا عبر مجموعة من الفصول الدراسية، والخبرة العملية لتغطي مجموعة متنوعة من قطاعات دورة البناء التي تؤدي جميعها إلى التوظيف طويل الأمد مع شركات الإنشاءات .
وفي الختام اعتقد انه اصبحت ضرورة لاستحداث فرص عمل جديدة للشباب السعودي، لإنشاء برامج مستدامة وقابلة للتطوير لبناء قدراتهم بالبحث عن مستقبل مهني في قطاع المقاولات أسوة بالجيل السابق الذي نجح في تطوير مهاراته من عامل غير ماهر الى ماهر ثم انتقل إلى تطوير قدراته الى أن أصبح رجل اعمال ناجح .