على خلفية حكم المحكمة مؤخرًا بحق المرأة البالغة العاقلة في الاستقلال بالسكن وحدها دون أن يُعد ذلك تغيباً عن عائلتها ..
لسنا بصدد منطوق الحكم ومُسوغاته بقدر ما يهمنا مفهوم وفحوى الحكم لجهة النساء بعمومهن ومدى استيعابهن لتجليات تبعاته ومآلاته حتى لا يختلط الأمر ويلتبس على بعضهن أو كما يُقال بالعامية (يطرن بالعجة !)
فلكل امرأة أو فتاة وضعها وظروفها المُغايرة لوصيفاتها .. وبكلمة أوضح وأدق، صحيح أن الاستقلال بالسكن بالنسبة لبعضهن قد يكون بمثابة منجاة وعتق من ظروف قاسية وربما يُحررهن من أسّر الضيم وضروب المُعانات لكن الصحيح أيضا بالنسبة لأُخريات قد يُوقعهن في سلسلة من المتاعب والمشاكل وربما متاهات ومزالق هن في حلٍ منها قبل الاستقلال بالسكن !
غاية ما أقصد : أن استقلال المرأة بالسكن هو للضرورة ولحاجة مُلحة (أو هكذا ينبغي أن يكون) وليس ترفاً وترفيهاً كما يتوهمن البعض ! وأهمز تحديداً لجهة اللاتي يربطن الحرية بالسكن المستقل وينادون بها أو يُرّوجن إن صح التعبير بهذا المفهوم الخاطيء والمُضلل ربما لغاية في نفس يعقوب !
خلاصة القول : الحكم أعلاه ليس مُشاعاً للنساء بالمُطلق بل هو إن جاز القول : (ترجيحي) ونسبي تبعاً لظروف ومُتغيرات كل امرأة أو فتاة فما يصلح لهذه ويُسعدها قد يُتعس الأُخرى ويُشقيها .
وهنا تبرز الحصافة ورجاحة العقل في التأني بحسن الاختيار والمفاضلة وهذا التوجه (المصيري) بالتأكيد ليس على طريقة المثل القائل “مع الخيل يا شقراء”.