أحاول مقاومة فكرة أني سبب كل المصائب والكوارث التي تحل بكوكبنا الجميل ولكن الأحداث تأبى إلا أن تشير بكل أصابعها إلي صارخة في وجهي: أنت السبب!
أذكر على سبيل المثال أني قررت السفر إلى مصر في اليوم الذي سبق 25 يناير 2011 وبعد أن بدأت الأحداث قررت تأجيل الأمر حتى تتضح الصورة، وحين اقتنعت مجددا بفكرة الذهاب، انقلبوا على الرئيس الذي انتخبوه. وحينها قررت أن شعب مصر العظيم لا يستحق مني كل هذه الرزايا وقررت تأجيل الزيارة إلى وقت أقتنع فيه بضرورة التغيير.
وفي صيف 2010 وعدت أسرتي بالسفر إلى سوريا في الصيف القادم، وأنتم تعرفون ماذا حدث في الصيف القادم. ثم اتفقت مع أحد الزملاء على الذهاب لليمن ولا أظن أنكم بحاجة إلى معرفة التاريخ الذي حددناه لرحلتنا إلى هناك. والأمر ليس مقصورا على المستوى الإقليمي فقط، فقد كنت في أمريكا قبل 11/9 بأشهر معدودات.
الأمر لا يحتاج إلى كثير من التدبر لمعرفة التاريخ الذي دخلت فيه إلى سوق الأسهم السعودي، وإلقاء نظرة على جدول الدوري المحلي أو متابعة أخبار كرة القدم في العالم ستجعلكم تعرفون على وجه اليقين ما هي الفرق التي أتابع جميع مبارياتها دون كلل ولا ملل.
كل ما سبق مجرد مقدمة لأخبركم أني أيها الإخوة والأخوات قررت قبل فترة أن أشتري أرضا وأبني عليها منزلا، لأني توقعت أن موعد صندوق التنمية العقاري قد اقترب. فقد تقدمت له مذ كنت في المهد صبيا، والحقيقة أني أعتذر لجميع المتضررين وضحايا «الأمل» فوزارة الإسكان بريئة والصندوق لا علاقة له بالأمر إلا كعلاقة الذئب بدم ابن يعقوب، والمذنب الحقيقي أعرفه جيدا وأشاهده يوميا كلما نظرت إلى المرآة.
وعلى أي حال..
لن يستمر العالم الآخر في الاستمتاع بالأمن والأمان، وسأصحح الأمر، سأبدأ في تشجيع الهلال الذي لم أكن أتعاطف معه إلا في بطولة آسيا، وسأتابع بشغف مباريات مانشستر يونايتد، وسأفكر جديـا في دخول عالم الشيلات والمزاين، فلا بد أن يدفع الآخرون في العالم الموازي الثمن كما دفعناه مرارا وتكرارا!