كما يقال أن الكتاب يقرأ من عنوانه، حيث أنه من خلال هذا العنوان نستطيع أن نحكم على مضمونه ومحتوياته، كذلك المدن فمداخلها هي عنوان جمالها وحسن تنظيميها والتي ستترك إنطباعا جيدا أو سيئا لسالك الطرق .
ونحن في المملكة العربية السعودية وبمساحتها الكبيرة ومدنها العديدة وطرقها الممتدة شمالا وجنوبا شرقا وغربا ، تستقبل ملايين المسافرين والذين غالبيتهم عابري طريق لكثير من المدن متجهين الى مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو متنقلين بين مناطق المملكة ومدنها الى أن يصلوا الى وجهتهم، ولن يروا إلا مداخل المدن التي يمرون بها .
بعض مداخل مدننا أصبحت مكانا للمخيمات والمتواجدة بشكل عشوائي أو لأحواش أصحاب المواشي والتي بنيت بمواد زادت من التشويه البصري للمكان بالاضافة الى إزدياد تناثر النفايات من بقايا الأعلاف وطعام المواشي على جانبي الطريق .
البلديات وفي حدود سلطتها وصلاحياتها تستطيع أن تمنع بناء المخيمات وأحواش المواشي بالقرب من الطرق وخصوصا عند مداخل المدن ، ولا يتطلب منها إلا القيام بالجولات المتكررة وإزالتها من جانبي الطريق والطلب من أصحابها الابتعاد بمسافة تقدرها البلدية عن الطريق العام من أجل عدم تشويه مدخل المدينة بيئيا وبصريا .
ما جعلني أكتب هذا المقال ما رأيته لمدخل مدينة الطائف للقادم من الرياض ، فقد رأيت منظرا بشعا بتناثر أكياس طعام المواشي على جانبي الطريق وإنتشار أحواش المواشي بشكل كبير شوه مدخل عروس المصايف .
وكما يعلم الجميع فإن مدخل الطائف بإتجاه الرياض يستقبل بشكل يومي الكثير من الزائرين والمعتمرين من خارج المملكة ومن داخلها وكثير منهم لن يروا من مدينة الطائف إلا هذا المدخل لتوجههم مباشرة الى مكة المكرمة وسيكون إنطباعهم عن مدينة الطائف مصيف المملكة مختلفا عما سمعوا أو قرأوا عنه بأنها عروس المصائف ، وسيترسخ في أذهانهم مدخلها السئ وما يحتويه من نفايات والأحواش والخيام والمخلفات المتعددة.
مما سبق لا يعني أن جميع مداخل مددنا بهذا السوء فهناك محاولات من بعض البلديات في القرى والمدن الصغيرة بدأت في الآونة الأخيرة بتجميل مداخلها بالتشجير وبعض المجسمات وإن كانت محاولات وإجتهادات حسب إمكانيات تلك البلديات ولكنها أفضل من التشويه الحاصل لبعض مداخل المدن الكبيرة .
ما أطالب به إلتفاته من بلديات المدن وخصوصا التي يمر بها الكثير من المسافرين حجاجا ومعتمرين وسياح لكي لا يصتدموا بالواقع المؤلم لمداخلها الرئيسية والتشوه البصري والبيئي الحاصل والذي يزداد يوما بعد يوم.