بحسب بيانات هيئة الإحصاء للعام المنصرم 2017م فإن متوسط الأجر الشهري للسعودي يبلغ 6,382 ريال شهرياً، وبحسبة بسيطة وعلى اعتبار أن الشخص سيقوم باقتطاع 30% من راتبه الشهري لشراء الأرض التي سيبني عليها بيت العمر نجد أنه سيحتاج إلى 15 سنه ليجمع مبلغ يستطيع به شراء أرض في أحد المخططات الجديدة شمال جدة أو شرق الرياض.
مخططات جديدة حيث يحيط بأرضك أراض فضاء، هياكل خرسانية و مباني مشطبة حديثاً في مشهد لا تستطيع أن تستشف منه الكثير سوا أن “المخطط عليه إقبال”.
ثم بعد خمس سنوات إن لم يكن أقل تبدأ ما يسمى بالمشاكل تفاؤلاً بالظهور، فالشقوق بالعرض والأرضية تهبط والسور مائل، وعندما تبحث عن الحل لن يخبرك أحد بأن المخطط أساساً مدفون أو به تكهفات وتربته غير صالحة للبناء عليها لأن من سألتهم ببساطه لا يعلمون ولا يهمهم أن يعلموا فأنت قمت بسؤال مختص العزل أو شركة علاج مشاكل الخرسانة ولم يأت ببالك أن المشكلة في الأساس، في الأرض.
نعم نحن حذرون وحريصون عند التعامل مع أي منتج آخر أرخص وأقل أهمية، ولكننا نفقد هذا الحرص أمام هيبة شراء أرض بيت العمر!
وللعلم هذا ليس خطئك بل خطأ المشرّع، فهو من سمح للمطور بالتطوير والبيع، وهو من لم يلزمه بإطلاعك على نتائج إختبار التربة.
وبالتالي فإن النتيجة قطعة أرض في مرض الموت أو بيت عمر آيل للسقوط أو مشروع استثماري – لا أقول لن تنجح في تسويقه – بل لن تنجح في بناءه كون المشاريع الغير حكومية ستخضع الآن للتأمين عليها عن طريق مقاول التنفيذ والتأمين على مشروع يتضمن مخاطرة عالية سيكون مكلف ولن يحقق العائد المطلوب منه “هذا إذا بقي موجود أصلاً”.
كل هذا يمكن تفاديه إذا طلبنا دراسة التربة من المطوّر أو قمنا بعمل جسات، حيث يكفي عمل 5 جسات فقط لأرض مساحتها 600م2، فـ 5 جسات تحفظ لك تحويشة 15 سنة.