تؤدي الجمعيات الخيرية دوراً مهماً في إرساء قيم التكافل المجتمعي وسد ثغرات كثيرة في توفير ما ينتقص الأسر من ضروريات، ولكي تقوم بواجبها المنوط بها على أكمل وجه فإنها تحتاج إلى اتحاد أو هيئة تنظم أعمالها، وتطور مواردها الذاتية حتى تستفيد من الثروات التي ترد للجمعيات، وكذلك يحتاج المسؤولون فيها إلى تطوير وتدريب ومراقبة أدوارهم الوظيفية لتنمية رأس المال المتوفر لديهم، لأن بعض القائمين على أمر هذه الجمعيات كل تفكيره ينصب في عقار يؤجر ويدر دخلاً وانتهى الأمر، بينما يمكن أن تحقق تلك الجمعيات نجاحات كبيرة إذا تبنت مشاريع استثمارية توظف أبناءنا وتعود على الجميع بالنفع الأكبر.
ويمكنها استحداث برامج بكيفية تحقيق أقصى منفعة من فائض الأسر الميسورة من أثاث وملابس وتحف وديكورات وغيرها من التبرعات، خاصة أن الكثير منها يكون مستعملاً استعمالاً بسيطا أو جديداً, ومن الأهمية أن تقوم الجمعيات بدور فاعل حتى لا تذهب للعمالة هدراً عندما لا توجد جهات تستلم من المتبرعين مباشرة، بل مجرد صناديق ترمى في أماكن معينة بطريقة عشوائية تفتقد التنظيم .
ويمكن للجمعيات الخيرية طرق باب العقاريين بالمساهمة بأراضِ للجمعيات والدخول معهم في شراكات لتطوير المشاريع التي تخدم المجتمع.
فمثلا نجد في أمريكا انتشار محلات Goodwill (النية الحسنة) وهي منظمة غير ربحية تضم 501 جهة تأسست 1902. وتقوم بتدريب وتوظيف وتقديم المساعدات عبر فروعها المنتشرة ليس في أمريكا فقط بل تلك المنظمة الخيرية توسعت لتشمل 8 دول، لذا من الأهمية دراسة نجاح تجربتها والاستفادة منها في السعودية والدول العربية وهي تحقق عوائد تتجاوز 6 مليار دولار سنويا!!
التفكير يجب أن يتبناه اتحاد قوي وأمين ونعتقد انه سيحصل على دعم هائل من رجال الأعمال وأصحاب المحال التجارية والتبرع بالمنتجات لديهم والموديلات التي لم تستخدم. ويعاد بيعها بأسعار مخفضة للفئات المستهدفة, وبذلك ننهض بمجتمعنا بصناعة وتشغيل جمعيات خيرية تكون لها بصمتها الواضحة بدلاً من تكدس المستودعات بما لا يفيد.
ولا شك تحتاج الفكرة إلى إدارة تشغيل قوية مالياً وإدارياً، ومتمكنة حيث تتولى بناء المستودعات والمصانع لجمع المنتجات المتنوعة وتحليلها وإعادة ترتيبها لتكون جاهزة لإعادة البيع بأسعار بسيطة في تلك المحلات التي ترقى للمتسوق وتقدم خدمة أيضا للعملاء.
وما نأمله من القائمين على تلك الجمعيات هو خلق اتحاد بينهم يخدم الوطن في جميع مناطقه ويوظف أبناءه خصوصاً من لا يجد وظيفة أو لم يكمل تعليمه.