على الرغم من أن سوق العقار يعتبر من أكبر الأسواق حراكا وجذبا للاستثمار، إلا أنه يكتنفه الكثير من الغموض الممارسات من بعض الدخلاء على هذا القطاع الحيوي الكبير.
ونجد أن كواليس سماسرة العقار مستمرة، وتزخر بالكثير من الخبايا والقصص التي يطول شرحها.. فمنذ 20عاما وانا أحاول الدخول في سوق العقار (سوق الظلام) وفي كل مرة أفشل، ليس بسبب قلة خبرتي ولكن بسبب بعض الممارسات التي يقوم بها الدخلاء على سوق العقار، والذين لا يحترمون أدبياته ومبادئه، على العكس من رجال الأعمال والعقاريين الشرفاء الذين يتميزون بعقلية احترافية، ومهنية، ويستنكرون الممارسات الفوضوية التي تأتي من قبل ما أسميتهم بدخلاء العقار.
ففي كل مرة كنت اتعهد بعدم العودة لسوق سمسرة العقار، لما به من تقلبات تكاد تكون شبيهة بحركة الأسهم ولكن أقل خسائر، فكلما اجتمعت مع من يعمل بسوق العقار، يصفني بالمجنون وعدم معرفة ما ينفعي وأعود الكرة وراء الكرة ولكني للأسف لم أفلح، وفي كل مرة أقدم عروضًا وفرصًا عقارية ذهبية مباشرة من صديقي فلان لصديقي فلان.. وللأسف اكتشف بالصدفة بعد فترة ماقمت بعرضه بكل صدق وأمانة وثقة قد تم بيعه! ليصبح مجهودي مجرد هراء ومضيعة وقت.. وعلى الرغم من أن البائع لم يسبق له أن عرض مثل تلك والبعض يكون في الخارج مقيما، أي لا دليل له إلا بما قدمته شخصيًا للمشتري، أو ممثل المشتري شخصيًا..
سوق العقار وعدم الثقة
وفي إحدى المرات، عُرضت علي فرصة فندق للبيع بالملز من سمسار عقاري ومن الملل وعدم الثقة بالعقاريين حولتها لصاحب مكتب عقار مع رقم التواصل وقلت له أكمل مهمتك.. رد: تثق بالعارض، قلت له: ولا أثق بك، اتصل به، فالطبيعي أنه صادق وأن ما عرضه صحيح! فقام الأخير باطلاع مشتري جديد على الفرصة وطلب الأوراق وأخيرا بيع من أطراف آخرين!
وحاولت وللمرة الأخيرة قبل إعلان التوبة في العقار٬ وعُرضت علي فرصة ذهبية بمكة المكرمة وكانت ثقتي كبيرة..فأجريت اتصالا بصديق، ثم ذهبت له بمكتبه في برج الفيصلية بالرياض وكنت هذه المرة متحمس ومهيئا لأي حركة يقوم بها المشتري..فطلب مني بعض المعلومات فقلت له ساتصل على المالك مباشرة وسيجيب على كل استفساراتك ..فاتصلت ورد مالك العقار بنفسه، فسجلت بجوال آخر فيديو المحادثة وهو يشاهدني وقلت له أوثّق ..لا أثق !.وأخيرا لاتزال كواليس بعض سماسرة العقار يصعب فهمها، فضمان حقك فيه مشقة..فلماذا يفتقر سوق العقار للمصداقية!!.