
الأفكار تتبدل والمفاهيم تتغير وما يصلح في زمن ربما لا يصلح في زمن آخر، و الخطط الخمسية التي تبنيها الدول تأخذ في الاعتبار الكثير من المتغيرات مثل تغير الوضع الاقتصادي والنمو السكاني الذي يلقي بظلالة على الكثير من الخطط لتأتي متوافقة مع الوضع الجديد للبلد، والأهم في هذا التغير الجديد ان وسائل الدعم في أي مجال لا تتوقف لأنه من الصعوبة بمكان أن تسير على وتيرة واحدة مدة زمنية طويلة في أي مكان في العالم والتغير من سنن الحياة، ونحن لو تحدثنا عن مفاهيم السكن لدينا قبل ستين عاماً وسبعين عاماً نجد أن المنزل الواحد الذي يحوي عشرين أو ثلاثين شخص لا تتجاوز مساحته 150 متر ومن ثم تبدلت المفاهيم إلى أصبحت الأسرة التي لا يتجاوز عدد أفرادها خمسة أشخاص لا تسكن في مساحة أقل من 600 متر وحالياً بدأت الأمور تعود إلى سابق عهدها بسبب تغير الوضع الاقتصادي حيث ينصب تفكير الكثير من الأسر المتوسطة التي يصل عددها إلى 6 أشخاص على البحث عن سكن بمساحة لا تتجاوز ال 300 متر وقد شاهدت منازل الأثرياء في لندن بمساحات تصل إلى 250 متر. والسؤال الذ يمكن طرحه حول هذا الموضوع هل ما زالت هناك برامج ومبادرات لدعم المواطن ورفع نسبة التملك أم لا؟.
الجواب يقول أن هناك الكثير من الحلول طرحتها وزارة الإسكان على المستحقين بهدف مساعدتهم على تملك منزل يأويهم وأسرهم ، وهذه الحلول بعضها تنظيمي وبعظها تمويلي وليس بخاف علينا ما حدث في سوق العقار من هبوط بسبب تطبيق بعض السياسات مثل رسوم الأراضي البيضاء والذي حفز مالكي الأراضي الكبيرة (1000) متر وأكثر والتي تقع داخل النطاق العمراني من تطوير هذه الأراضي وتحويلها إلى مشاريع سكنية بجودة عالية وبأسعار منافسة وفي مواقع مهمة أما الحلول التمويلية فيأتي على رأسها الشراكة مع القطاع الخاص والذي مكن من ضخ منتجات سكنية متنوعة وصلت إلى 120 ألف وحدة سكنية في عام واحد، وبأسعار تبدأ من 250 إلى 750 ألف ريال وبأقساط ميسرة خلاف برنامج التحويل على القطاع المصرفي وما تبعه من تخفيض للدفعة المقدمة والحصول على القرض بدون فوائد للمسجلين في الصندوق والوزارة.
برنامج سكني أعلنت عنه الوزارة كأحد البرامج الطموحة ويقدم ثلاث حلول وهي: منزل جاهز أو تحت الإنشاء وقرض عقاري مدعوم الأرباح وأرض سكنية مجانية ولديه خلال هذا العام 2018 م أكثر من 35 ألف منتج في عدد من مناطق المملكة ومما يميز هذه البرامج أنها تشمل كافة مناطق المملكة بدون استثناء، إذن البرامج متواصلة والدعم مستمر وإن اختلفت الأساليب حسب تغير الأحوال والأوضاع بما يصب في نهاية الأمر على هدف واحد وهو رفع نسبة تملك المواطن ليعيش مرتاحاً مستقراً في منزل يستظل بظلالة مع أسرته.
ويبقى التساؤل هل نستفيد من الفرص المتاحة أم نتحسر عليها بعد فوات الآوان.