قرارات الصندوق العقاري لا تعجب الغالبية من المواطنين منذ أزمنة طويلة. ورغم محاولات الصندوق في الفترة الأخيرة لإيجاد نوع من الحلول المُرضية لكلا الطرفين إلا أن الناس لا يُرضيها إلا الأفعال.
هم يريدون الحلول الجذرية فقط، ولا يريدون الحلول طويلة الأجل!
قالوا انتظرنا طويلاً، ولا نريد أن ننتظر أكثر، واعدتمونا كثيرًا، ولا نريد أن نأخذ مواعيد للفترات القادمة، هكذا هي الدوامة بين المواطن والصندوق العقاري، وبالأمس صدر حُكم لصالح المتضررين، ولعل وعسى أن يكون بداية لحلول أزمة، هي ليست أزمة في أصلها الحقيقي، ولكنها تأزمت مع الوقت ومرور الوقت..
والحلول في الأفق تلوح، وأنا أثق بذلك، والانتظار طيب؛ فالحكومة تنظر لهذه الأزمة بعينين ثاقبتين، وتجعل من الإجراءات أسهل، ومن الدعم أكثر، وبصورة أكثر جاءت وزارة الإسكان، وتم إنشاء وزارة تُعنى بالإسكان والمساكن، ودُعمت من الدولة بقوة، والآن نحن نعيش مرحلة البرامج الإسكانية، برامج هادفة، تسعى إلى إيجاد المسكن الميسر للمواطنين كافة في المناطق كافة.
لنكن منطقيين، ونراجع أنفسنا أولاً، يجب ممن ينتقد أن يكون قريبًا من صنَّاع القرار وأهل العقد والرأي في وزارة الإسكان.. يزور موقع الوزارة، ويزور الوزارة نفسها.. وإن حصل له ذلك يقرأ بمنطق وعقل البرامج الكثيفة التي تقدمها الوزارة، ويقرأ ويشاهد المجهودات الجبارة التي تقوم بها الوزارة لإيجاد الحلول المناسبة، ولكن يجب أن ننظر جميعنا، وهذه والله ليست محاباة ولا مجاملة، وليس لي مصلحة ولا منفعة، وإنما كلمة حق أقولها، وأمانة قلم أنقلها إلى الأمر بمنطقية وواقعية، كم من البرامج قدمتها الوزارة، وكم من العقود أبرمتها الوزارة مع المطورين العقاريين، وكم من وحدات سكنية تم توزيعها في القصيم وأبها وجازان والشمال والجنوب، وكم من العقود أبرمتها الوزارة مع شركات محلية وعالمية لبناء وحدات سكنية، وما زالت تجري العديد من العقود والبرامج لمسابقة الزمن لإيجاد الحلول لأزمة السكن، وإيجاد مسكن يليق بالمواطن.
لا نبخس دور الوزارة، ولا تأخذنا العاطفة بعيدًا عن الواقع، ولا نسمع قول المهبطين والمطبلين؛ ولكن دعونا نقف برهة من الزمن، وننظر ماذا قدمت الوزارة، وما هي الحلول التي نفذتها، وما هي البرامج التي تقدمها حتى الآن، وخططها المستقبلية.. والقادم سيكون أجمل وأفضل، فقط الانتظار وستكون أزمة السكن في زمن الماضي.
النقطة الأخرى: لم تغفل الوزارة عمليات تيسير الحصول على المسكن بأقساط ميسرة ودفعات لا ترهق كاهل المواطن.
إسكان بيش على سبيل المثال بـ 1492 ريالاً، إسكان رياض الخبراء 1508 ريالات، إسكان ثادق 667 ريالاً، إسكان طريف 1382 ريالاً فقط.. هذه منتجات الوزارة، وهي جزء من فيض قدمته الوزارة، وما زالت، ولاحظوا أن الأقساط بسيطة، وفي متناول الجميع، وهي أفضل من الانتظار خمسة عشر أو عشرين عامًا للحصول على قرض الصندوق العقاري..!
هي دعوة صادقة لأن نكون منطقيين وواقعيين، وما جاءت به الرؤية للمملكة إلا لإيجاد الحلول للعديد من الأزمات التي كانت في الماضي، والسعي قُدمًا للنهوض بالوطن والمواطن.