
قدت صفقات عقارية ضخمة خلال الشهرين الماضيين، منها شراء مجمع بالسالمية (50 مليون دينار)، تلاها شراء مجمع في حولي بما يقارب 10 ملايين دينار، كما نما إلى علمي إنهاء عملية تبادل عقارية بمجمع بالسالمية مساحته تقارب الـ 6000 م2 مقابل مجموعة عقارات استثمارية قيمة الصفقة بحدود 75-80 مليون دينار.
وأخيراً تمّ بيع برج تجاري تشطيب عالي المستوى داخل مدينة الكويت على شارع رئيسي قرب شارع فهد السالم، مقابل مواقف سيارات بـ 13 مليون دينار. هذه الصفقات وغيرها تعطي دلالة على قوة العقار التجاري الذي نشطت التداولات العقارية فيه لتصل إلى 122 مليون دينار بالربع الرابع 2017 مقابل 74 مليون دينار فى الربع الثالث من العام نفسه.
لا ينفكّ التاجر الناجح عن مراجعة خريطة استثماراته العقارية، البقاء على مجموعة عقارات لمدة 20 ـ 30 او حتى 40 سنة بدون تطوير للمحفظة العقارية عن طريق شراء عقارات جديدة سيكون مآلها الى الاضمحلال، خصوصاً مع ارتفاع المصروفات. بالسبعينات استقرّ رأي أعضاء مجلس إدارة شركة عقارية أميركية على تحريك بوصلة العقار التي كانت متوقفة منذ بداية الستينات، إذ قاموا اولاً بتقييم عقاراتهم، ثم تحديد العقارات المراد التخلص منها وتحديد المراد تطويرها.
بعد ذلك قاموا بتحديد مدة الاستثمار العقاري، واخيراً بدأوا بعملية البيع والشراء والتطوير، ارتفعت قيمة المحفظة بالسبعينات من 30 مليون دولار إلى أكثر من 100 مليون دولار خلال 20 سنة بالإضافة لعائد سنوي يقدر %7.
هذا النموذج وغيره شبه مفقود بالسوق العقارية المحلي، التخطيط الاستراتيجى في العقار يحتاج لعدة امور : أسواق صحية عقارية منظمة ، افراد أكفاء ، التمويل اللازم.
Follow the locals
أحد أسباب عدم نجاح كثير من الاستثمارات العقارية الخارجية من قبِل أفراد أو شركات كويتية انهم يقومون بنقل الثقافة العقارية ( إن جاز التعبير ) من أشكال وتصاميم بيوت كويتية إلى تلك البيئة، يُقال بالأمثال: (follow the locals) بمعنى إذا أردت أن تستثمر فى سلطنة عمان أو الاردن أو حتى فى بريطانيا ، عليك أن تتبع مفاهيم النظام السكني المرغوب للسكان المحليين.
ليس من المرغوب بناء فِلل حجم كبير فى منطقة نائية خارج مدينة لندن أو بناء شقة تشطيب سوبر ديلوكس فى منطقة شعبية خارج مدينة عمّان الأردن، أو تصميم بيوت بشكل غير مرغوب للسكان هناك.
من ناحية أخرى ترد اتصالات متعددة على المكاتب العقارية من أشخاص يرغبون ببيع أرض أو فيلا خارج الكويت ،البعض منهم لا يعلم أين تقع عقاراتهه!! لذلك فإن تحديد الهدف من الشراء ومدة الاستثمار هي منطلقات صحيحة للاستثمار العقاري الناجح.
في برنامج تلفزيونى يطلق عليه Travel يعرض نماذج من اناس يريدون السكن خارج مُدنهم الأصلية، مثلاً عائلة أميركية اختارت السكن في بولندا بغرض العمل ،يقوم رب العائلة عند الوصول بالأتي : أولاً الاجتماع مع وسيط عقاري او البحث عن مواقع عقارية (للإيجار أو الشراء)، تحديد مبلغ الشراء، تحديد المواقع المرغوبة (قرب أسواق ،قرب محطات قطار ..الخ) واخيراً القيام بعملية الشراء.
في الكويت، يعاني كثير من وسطاء العقار من عدم تحديد المشترين الهدف من الشراء فقد يرغب بالسكن والاستثمار أو بالسكن فقط، ولا يملك معلومات كافية عن المناطق المرغوبة حالياً في الاستثمار نطمح إلى أسواق رشيدة عقارية واعية من أطراف السوق وهذا يشمل وسطاء العقار كذلك.