خلال استقباله لوزير الإسكان وكبار مسؤولي الوزارة، أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أنّ توفير السكن الملائم للمواطن محل اهتمامه الشخصي، وأنّ حياته الكريمة من أولويات الدولة، بالشراكة مع القطاع الخاص. وتوقع المراقبون أن يكون هذا اللقاء دفعة حقيقية للوزارة، بعد أن تعثرت كل مشاريعها ومنتجاتها منذ تأسيسها عام 1432هـ.
المواطنون متفائلون بهذا اللقاء، الذي يترجم حرص الملك على وضع حد لمعاناة المواطنين مع قضية الإسكان، والتي وصلت إلى درجة اليأس. وربما يكون السبب هو أنّ هذا الملف موزع بين الحكومة والقطاع الخاص وتجار الأراضي، وكلٌ يشدُّ أوراق هذا الملف لصالحه. وفي النهاية، دفع المواطن ثمناً غالياً، وبقى بلا سكن. في حين ازداد ثراء الذين تاجروا فيه. وإذا استمر تعاطي الصناديق والبنوك والمؤسسات ذات العلاقة بالإسكان، بنفس الآليات، وهذا هو المتوقع، فإنّ الإشكالية سوف تستمر، وربما ستزداد تعقيداً.
لقد كنا نتحدث دوماً عن ضرورة تدخل الملك لحل ملف الإسكان، لأنّ التدخلات كانت دوماً لصالح القطاع الخاص وتجار الأراضي ومطوريها، وهاهو اليوم يتدخل، ويلتقي بالوزير ومساعديه، ليؤكد لهم ضرورة توفير السكن الملائم للمواطن، وهو مطلب لم يكن صعباً منذ البداية، مع توفر الأراضي والميزانيات الفلكية والإرادة الرسمية، لكن التخبط وتضارب المصالح واللعب في الخفاء، هو ما جعل السكن حلماً مستحيلاً، وسوف لن يكون كذلك، بعد أن وضع الملك المسؤولية أمام الوزير، وبعد أن أكد له أنّ الموضوع محل اهتمامه الشخصي.