
یبدو أن أحیاء الزمرد والیاقوت واللؤلؤ الواقعة في أبحر الشمالیة لھا من اسمھا نصیب، فعطفت علیھا أمانة محافظة جدة وأعلنت أنھا بصدد تنفیذ مشاریع تھدف إلى تخفیض منسوب مستوى المیاه الجوفیة في ھذه الأحیاء، وھي الكارثة التي تعاني منھا كثیر من أحیاء جدة، وتتھدد أساسات المباني بالتآكل، وشوارع الأحیاء بالمستنقعات، وسكانھا بالأوبئة.
وإذا كان من حق سكان ھذه الأحیاء الثلاثة أن تنفذ الأمانة ھذه المشاریع فإن من حق بقیة الأحیاء أن تعتني بھم الأمانة كذلك وتضع حدا لمعاناتھم من ارتفاع منسوب المیاه الجوفیة، غیر أن حي طیبة، أو الحي المعروف باسم الرحیلي، الواقع إلى الشرق من الأحیاء الثلاثة المذكورة أكثر استحقاقا لھذه المشاریع، ولیس ذلك لأنه أقدم منھا جمیعا وإنما لأن الأمانة كانت قد بدأت قبل أكثر من ست سنوات مشروع تخفیض منسوب المیاه الجوفیة في الحي. واستبشر سكان الحي خیرًا حین رأوا الأمانة ومقاولھا یقومون بعمل حفر عمیقة جدا شملت الشوارع الرئیسیة في الحي، غیر أن ذلك المشروع لم یلبث أن تعثر، وأصبحت تلك الحفر تشكل خطرا على الناس، بل وذھب ضحیتھا أحد شباب الحي حین ھوت سیارتھ في واحدة من تلك الحفر.
بعد سنوات من تعثر المشروع تفاجأ سكان حي طیبة بالأمانة وھي تقوم بدفن تلك الحفر إعلانا عن إلغاء المشروع أو تأجیلھ إلى أجل غیر مسمى، تاركة في قلوب الناس حسرة، وفي جوف الأرض میاه الصرف الصحي تنخر في الأساسات وتطفو في الشوارع والساحات.
من حق سكان حي طیبة المعروف بحي الرحیلي أن یھتفوا بأعلى صوت وھم یقرأون مشاریع الأمانة التي شملت أحیاء بالقرب من حیھم: ھل نسیت حي طیبة یا أمانة جدة؟