أزمة سكان حي طیبة في جدة مع المیاه الجوفیة أزمة مضاعفة، وإذا كانت عكاظ قد كشفت في تقریرھا الذي نشرته یوم أمس حجم المأساة التي تنخر أساسات بیوت الحي ومعاناة أھالیه من التلوث الناتج عن تحول شوارع الحي وساحاته والأراضي البیضاء فیه إلى مستنقعات للماء الآسن والحشرات، فإن حدود المأساة لا تتوقف عند ھذه المعاناة، إذ تبلغ ذروتھا في ما شعر به أھالي الحي من إحباط، وما بلغوه من یأس حین قامت الجھات المسؤولة بدفن حفر التصریف الضخمة التي كان من المفترض فیھا أن تمتص المیاه الجوفیة في الحي تمھیدا لتصریفھا وأن تكون جزءا من مشروع متكامل حین یتم ربطھا بشبكة الصرف الصحي التي تتخلل الحي، وتشكل حلاً جذریًا لمشكلته.
كان أھالي الحي قد استبشروا خیرًا حین بدأ مشروع الصرف الصحي بحفر تلك الآبار العمیقة في الشارع الرئیسي للحي غیر أنھم فوجئوا بتوقف المشروع، وبقیت تلك الحفر أو الآبار العمیقة تتھدد حیاة المارین بذلك الشارع الرئیسي، وحین راح ضحیتھا أحد شباب الحي حین ھوت سیارتھ في واحدة من تلك الحفر تم الإعلان عن أن المشروع سوف یكتمل فور إرسائه على مقاول جدید، وطوى أھالي الحي حزنھم على الفقید الشاب منتظرین استكمال ذلك المشروع.
مرت سنوات بعد ذلك لیستیقظ أھالي الحي على آلیات تدفن تلك الحفر العمیقة وتعید سفلتة الشارع، وكأنك یا أبو زید ما غزیت، وكأن الحي خارج مسؤولیة الجھات المسؤولة عن سلامة المباني وصحة المواطنین.
ولا یعرف أھالي الحي موعدًا أو خطة لإنقاذ حیھم، كما لا یعرفون سببا لإلغاء أو تعطیل المشروع الذي استبشروا به ثم خاب أملھم فیه، ولم یعد بإمكانھم غیر التضرع أن یضع حدًا لمعاناتھم التي لا تشبھھا معاناة أي حي آخر.