المعارض بشكل عام عادة تقام لتقديم المستجدات في أي مجال، كالمعارض التقنية التي تعرض منتجات قد لا تكون قابلة للتطبيق في القريب العاجل، إلا أنها تعرض الأفكار والإبداع قبل التنفيذ.
وهذا يشمل أيضا المعارض العقارية التي تهدف إلى عرض الأفكار والنماذج المتعلقة بهذا النشاط، لذا المعارض هي جزء مهم من العمل في أي مجال كان.
وقد تتجاوز المعارض حتى الأهداف المخطط لها، فمثلا قد يبنى به شراكات فردية أو مؤسساتية.
ففي معرض العقار والإسكان والتطوير العمراني ريستاتكس18 المقام حالياً في مدينة الرياض بحضور حوالي ٦٠مشاركا من شركات التطوير والاستثمار العقاري والإسكاني لم يهدف إلى العروض العقارية فقط بل اشتق من اسمه الكثير..
فهو معرض عقاري إسكاني يهدف إلى عقد الشراكات و توثيق التعاون بين وزارة الإسكان والمطورين العقاريين
وهذا ما نحتاج إليه بشدة بالاستفادة من مهارات المطورين وخبرتهم في هذا المجال للبدء من نقطة الانتهاء التي وصل إليها المطورون لتوفير السكن الملائم للمواطنين، فقد شاهدنا سابقا أن استبعاد المطورين وتجاهلهم كان له آثارسلبية كبيرة فيما يتعلق بالإنجاز في وزارة الإسكان، وهنا نشيد بأهمية تجاوز الأخطاء السابقة واستبدالها بحلول تبدأ من الشراكة.
فمن أحد أهم الخطوات التي قامت بها وزارة الإسكان مؤخرا عقد علاقات استراتيجيه مع شركات التطوير العقاري والسماع لأصحاب الرأي والخبرة في المجال واعتبار نجاحهم نجاحا للوزارة، وهذا يعتبر ثقة واحتراما كبيرا لخبرات السابقين في المجال، وسنرى نتائج هذا التحالف يظهر قريبا بصورة إيجابية تعكس أهمية العمل المؤسساتي المتكامل والمترابط.
ولأن العمل خصوصاً في هذا المجال، إذا شهد الشراكة الحقيقية فستكون نتائجه إيجابية تخدم المواطنين بشكل مباشر.
إن حرص وزارة الإسكان ممثلة بمعالي الوزير الدكتور عصام بن سعيد، على دعم هذه الشراكة، إنما يمثل وعي الوزارة ونظرتها بعيدة المدى، فالمعرض هذا العام ظهرت عليه معالم نضج عقاري وتعاون وشراكة إيجابية قد تكون فعلا تجاوزت أهداف المعرض الحقيقية،
وبالرغم من العثرات التي يقع بها أي معرض يقام هنا مثل عثرات تتعلق بالتنظيم أو الاستضافات أو الورش وأهدافها والتنظيمات المكانية وغيرها، والتي نتمنى أن تتقلص حتى تختفي لنحصل على معارض تناسب صورتنا وإمكانياتنا الفعلية كما نتمنى أن يتنوع القائمون على التنظيم بالاستفادة من إمكانيات شبابنا أصحاب المشاريع الصغيرة المميزة، وذلك بدخول غرفة الرياض كمنظم، والتي عرفت بدعمها المتواصل للشباب وتبني أفكار مشاريعهم من باب المنافسة الشريفة لخدمة هذا القطاع الكبير، وإظهاره بما يليق بحجمه.
إلا أن التنظيم المتعلق بتوقيت المعرض كان مناسبا جدا، خصوصا بعد إقرار وزارة الإسكان لعدد من البرامج والحلول من خلال صندوق التنمية العقاري، والتي ستسهم في حل العديد من المشكلات الاسكانية والتمويلية قريباً إن شاء الله، بالرغم من قلة المرتادين للمعرض والتي قد تعود لأسباب ترويجية.
وهنا نؤكد على أن الشراكة والتكامل في العمل هي أساس نجاح أي عمل فتعاون الوزارات مع بعضها ومع المطورين سيسهم في ولادة نماذج عقارية متميزة وسابقة لعصرها، ومن ضمن هذه التحالفات ما صرح به معالي وزير الإسكان، فيما يخص اعتماد المخططات من قبل البلديات، أنها لن تتجاوز مدة 60 يوما، وبانتظار تحالف وتجاوب مماثل من وزارة العمل بتقديم التسهيلات للمطورين في مجال استقدام وتوفير العمالة المناسبة للمشاريع بسرعة تتماشى مع حاجات المطورين الحاليّة وحركة البناء المستمرة .
فالهدف الذي يجمعنا واحد وهو عمارة وطن.