
حين نتحدث عن الحلول لـ”السكن والبطالة” أثق أن الحلول أولاً تأتي مشتركة، فلا نقول إن الدولة مسؤولة لوحدها أو نقول إن المواطن مسؤول لوحده، هذا غير صحيح، بل هي مشتركة الحلول بين كل الأطراف.
فالحلول أولا يجب أن نخضع لأبسط الحلول ولا نشتتها ولا نغرق بتفاصيل، فمثلا حلول السكن “برأيي” هي أولا بغرس قناعة للمواطن أن دخلك هو الأساس الذي يحدد سكنك وليس رغبة أو حلماً أو عاطفتك، حتى لا يصبح السكن عليك عبئاً، فما قيمة سكن مكلف جدا لك يستهلك كل دخلك الشهري؟ من صيانة أو تنظيف أو غير ذلك، يجب أن يستغل كل سنتم في البيت ولا تخطئ كما أخطأ من قبلك، وحين تبدأ هذه القناعة نبدأ بمسألة ان السكن لن يأتي بدون تمويل لك، والدولة تعمل بهذا الجانب إلى أقصى حد ممكن من التسهيلات والحلول، سواء بقروض حسنة أو شبه حسنة، ومرابحة متدنية، وحين تستمع لمن هم يريدون منحك السكن بدون قرض أو تمويل كيف لك أن تتملك سكناً؟! وحين تعلم أن التمويل والقرض هو الحل فأنت ستكون تسدد ما يقارب إيجارك السنوي اليوم ولكن في النهاية ستتملك سكناً، وتظل تمتلك أصلاً وشرحت ذلك سابقا، وعلى الدولة العمل وهي تعمل شراكة مع القطاع الخاص، باتفاقيات مع مطورين بمستويات مختلفة وكل أنحاء المملكة وتوفير الخيارات الجيدة والتمويل الجيد كخيارات أيضا، وتعمل الدولة على التنظيم والتمويل والمطور للبناء ووضع الخيارات، والمواطن يدخر ويعلم أن هذا هو الحل، وليس هناك غيره، فماذا فعل من ينتظر عشر سنوات وهو يدفع إيجارا سنويا وصل 300 ألف على الأقل خلال عشر سنوات، فلا تملك سكناً ولا تخلص من الإيجار. وعلى وزارة الإسكان إن ارادت حل السكن جذريا أن تعمل على توفير تسعة آلاف وحدة سكنية شهريا هذا هدف للطلب اليوم ونمو الطلب المستقبلي.
أما البطالة فحلولها ليست وظيفة حكومية ولا يعني أنه ليس هناك وظائف حكومية، ولكنها ليست الحل، فالقوى البشرية العاملة لدينا سنويا تزيد برقم كبير جدا لا يقل عن 200 الى 250 ألف طالب عمل جديد من الجنسين، والدولة لن توظف كل هؤلاء، ولن تستطيع لأنها لا تحتاج إلا القليل، الحل “القطاع الخاص” يجب دعمه تمويله تشجيعه تسهيلات أكبر، والأهم خلق ثقافة العمل للشباب والشابات، وأن العمل محطات وليس من أول عمل تتوقع كل شيء، وأن تعاد صياغة فهم المجتمع لعمل المرأة وأنه ركيزة أساسية للعمل بها، ويجب توفير كل سبل عملها من مواصلات من تنظيمات من أجور من حماية إلى آخره، بدون دعم القطاع الخاص ووعي الناس لن تنتهي البطالة وسندور بنفس الدائرة.