نشرت مؤسسة النقد الإحصاء الربع السنوي “الشهري” كالمعتاد، وكان من ضمنها القروض السكنية “العقارية” والقروض الاستهلاكية، والمفارقة أن القروض الاستهلاكية بلغت بنهاية الربع الأول 2019 ما يصل إلى 322.1 مليار ريال “كانت عام 2013 بلغت 267.77 مليار ريال” بنمو 20.3 %، أما القروض العقارية لنفس الفترة للربع الأول 2019 بلغت 253.62 مليار ريال “كانت عام 2013 بلغت 93.83 مليار ريال” بنسبة نمو 170 %.
قراءة هذه الأرقام سأركز على الجانب الإيجابي منها أولها، أن نسبة نمو القروض العقارية حققت نمو خلال 6 سنوات 170 % أي متوسط سنوي يقارب 28.3 % أما كمبالغ فقط حققت نمو يقارب 159.8 مليار ريال لنفس الفترة الزمنية بمتوسط سنوي 26.6 مليار ريال. أما القروض الاستهلاكية فهي أقل بكثير كنمو كمبالغ أو نسبة، وهذا بقراءة العامة يعتبر شيئاً إيجابياً أي مرحلة تحول من القروض الاستهلاكية إلى القروض “المنتجة” بقرض سكني وتملك سكن.
ولا يعني هنا أن كل قرض استهلاكي “سيئ” أو سلبي، فلكل له حاجته، ولكن قد يكون هناك إسراف في القروض الاستهلاكية غير المنتجة أو ذات قيمة وهناك تفصيل لها، ولكن التوجه للقروض السكنية بهذه النسب المتسارعة جداً، يسجل لوزراة الإسكان التي تعمل على قدم وساق في توفير منتجات سكنية مختلفة وبصوة متعددة.
وهذا ما يعني أن هناك مرحلة تحول كبيرة في القروض بالتركيز على السكنية أكثر من الاستهلاكية، والقراءة المستقبلية أن هناك استمراراً نحو ذلك بأكثر قوة وتوسع، وهذا يدلل على أن مشكلة الإسكان من أهم مشكلاتها وعقباتها هو “التمويل” ووزارة الإسكان تنبهت لذلك وتعمل على توفير الحلول التمويلية كما نشاهد بهذه الأرقام، والمستقبل يحمل المزيد من التفاؤل والتمويل بصور متعددة وخيارات أفضل.