
أنسنة المدن تُسهم في تغيير سلوكيات الحياة بشكل إيجابي وتهيئة مجتمعات بيئية صحية عبر العديد من الطرق والأساليب التصميمية المدروسة، نشير هنا إلى كلمة ولي العهد سمو الامير محمد بن سلمان حفظه الله والتي أشار بها سابقاً أثناء افتتاح 4 مشروعات ضخمة في الرياض تبلغ تكلفتها الإجمالية 86 مليار ريال، ومنها كلمته التعزيزية عن أنسنة المدن خلال شرحه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، حيث شرح ولي العهد شرح تفصيلي عن نوعية هذه المشاريع وهدفها الإنساني، وما لأنسنة المدن من أثرها الصحي والبيئي في تغيير المناخ، شملت المشاريع مشروع حديقة الملك سلمان ومشروع الرياض الخضراء ومشروع المسار الرياضي ومشروع الرياض آرت كأحد أهم المشاريع لأنسة المدن في الرياض ونموذجاً لباقي المناطق في المملكة.
تعزيز أنسنة المدن أثناء الطرح الواضح والقوي من ولي العهد حفظه الله شَمِلَ عدة محاور جذرية:
المحور الثقافي:
تعزيز الجوانب الثقافية عبر إنشاء مجموعة من المتاحف والمسارح والمعارض والأكاديميات بإختلاف أنواعها من خلال تحويل مدينة الرياض إلى أيقونه مميزة وزاخرة جمالياً من خلال تنفيذ 1000 مَعلم وعمل فني من إبداعات فنانين محليين وعالميين.
المحور الاجتماعي:
تعكس المشاريع (المصممّة انسانيا) على ممارسة أنماط حياتيه صحية بيئياً بين سكان المدن، وذلك سيسهم في تعزيز التواصل الاجتماعي فيما بين كافة فئات المجتمع، مما يواكب مؤشرات جودة الحياة كأحد برامج الرؤية.
المحور الاقتصادي:
المشاريع الإنسانية تساهم في تحقيق عائد اقتصادي على الرياض أنموذجا وغيرها من باقي المدن بنحو 71 مليار ريال عام 2030، وذلك من خلال تقليص النفقات التالية: الرعاية الصحية، استهلاك الكهرباء ورفع قيمة العقارات وترشيد هدر مياه الشرب في الري، واستبدالها بشبكات للمياه المعالجة، في الوقت الذي يطلق فيه فرصا استثمارية جديدة، وذلك يعزز أهمية تطبيق أنسنة المدن بدءاً من الرياض أنموذجاً ثم امتداداً لجميع أنحاء المملكة.
المحور البيئي:
من خلال تطبيق المشاريع الخضراء والصديقة للبيئة، حيث تم مضاعفة نصيب الفرد من المساحة الخضراء في الرياض 16 ضعفاً، عبر إنشاء أكبر حدائق المدن في العالم، وزارعة أكثر من 7 ملايين ونصف المليون شجرة في كافة أنحاء مدينة الرياض، مما أدى إلى رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء في المدينة من 1.7 متراً مربعاً حالياً ، إلى 28 متراً مربعاً، بما يعادل 16 ضعفاً عن وضعها الآن، وزيادة نسبة المساحات الخضراء الإجمالية في المدينة من %1.5 حاليا إلى %9 بما يعادل 541 كيلومتراً مربعاً.
عرض تلك المشاريع الإنسانية من ولي العهد في مراحل إعداد الدراسات والتصاميم لهذه المشاريع تباعاً لمراحل التنفيذ أكَّدَ فيها سُمُوُّهُ على أهمية أنسنة المدن، وما للمحور الإنساني البيئي والمناخي من أهميه وما سيتبعه من تحسين جودة الهواء عبر الحد من ثاني أوكسيد الكربون بنسب تتراوح ما بين %3 و %6 وزيادة نسبة الأوكسجين والرطوبة وتقليص الغبار في الهواء، وخفض درجات الحرارة بمقدار 1.5 إلى 2 درجة مئوية خلال فصل الصيف على مستوى المدينة، وبمقدار 8 درجات مئوية تقريبا ضمن مناطق التشجير المكثف. ايضاً المساهمة في خفض استهلاك الطاقة، وزيادة قدرة المدينة على استيعاب مياه الأمطار واستغلالها والحد من آثارها.
ومن هنا نجد تجسيد الأنسنه بكامل صورها برؤية صدى كلمة ولي العهد لتلك المشاريع في إطار تحقيق رؤية المملكة 2030، ومن المتوقع إسهام ذلك في إيجاد فرص العمل الجديدة للمواطنين والفرص الإستثمارية الواعدة التي تنعكس على المؤشرات الاقتصادية للمملكة.