
المملكة استشعرت مبكراً مسؤليتها بصحة الجميع من مواطنين ومقيمين وأيضا زوار بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف، باتخاذ التدابير في شفافية الاحترازات في إطار المساعي المستديمة للحد من انتشار كورونا والانتهاء منه بخريطة زمنية وقائية ذكية بمتابعة رشيدة لتقييم الحالات الصحية ودرجة خطورتها والسيطرة عليها مع تحليل للنتائج و الاحتمالات والتوقعات.
حنكة المملكة باتخاذ القرارات الحكيمة منذ بداية فيروس كورونا تماشياً مع الوضع الصحي العالمي الخطر لهذا الفايروس وحماية للمواطن في المقام الأول يساهم بشكل كبير في إضفاء وتنوير الرؤية بعيدة المدى للمملكة للمحافظة على الصحة العامة للمجتمع وصحة الوطن بطريقة إنسانية محضة ذكية وبشكل خاص يتشكل من حماية البيئة بطرق متعددة والحفاظ على مستوى الفرد المعيشي والنفسي والصحي بطريقة مؤتمنة وانسانية على المدى البعيد، وحكمة قرارات المملكة العريقة تجاه التصدي للعديد من التحديات ومنها فيروس كورونا القائم.
نلمس كيف سبقت المملكة العربية السعودية مثيلاتها من الدول الأخرى في تطبيق برامج الرؤية للحفاظ على صحة الفرد وتوفير بيئه سعيدة وآمِنَة، ويظهر جلياً فيما تقوم به المملكة من جهود فيما يخص استراتيجيتها لتطبيق مفهوم المدن الصحية.
عندما رفعت منظمة الصحة العالمية شعار المدن الصحية (الصحة للجميع) كانت المملكة العربية السعودية من أوائل من استجابوا لذلك، “برنامج المدن الصحية” هو أحد البرامج التي تسعى إلى الارتقاء بصحة حياه السكان ويعود ذلك إلى أن أي مؤثر صحي أو بيئي في المدينة يؤثر على الجميع ومن أمثلة ذلك الهلع القائم من جائحة كورونا عالمياً، بينما أبرزت السعودية الأنموذج المثالي الناجح من برنامج المدن الصحية منذ سنوات عديدة وقد تم تطبيق البرنامج من وقت طويل مضى في 22 مدينة صحية من خلال تفعيل مشاركة المجتمع والتعاون بين القطاعات ذات العلاقة للوصول إلى الصحة بمفهومها الشامل.
المدن الصحية تعمل دائماً على تحسين بيئتها الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية، والتعاون مع القطاعات المرتبطة بهذا المفهوم والتي تقدم كافة الخدمات، ومن ضمنها توفير المساحات الخضراء الكبيرة والمشاريع التشجيرية.
المدن الصحية تدابيرها تجسدت في مكافحة المرض والذي حظى بعناية واهتمام فائقين ومتابعة دقيقة للمستجدات من ضمن أولويات الحكومة الرشيدة بعمل حجر صحي للقادمين من الخارج ومنعت الرحلات منها وإليها، واقفال جميع المنافذ الجوية والبرية والبحريه، وماقامت به وزارة الصحة من زيارات الكشف المبكر للمرض والفحوصات المكثفة المتعلقة بالفيروس، ما يسهم في كشف الحالات المصابة بشكل مبكر، وإحكام السيطرة على انتشارها.
وأيضا توفير وتجهيز المحاجر الصحية والعزل بمستوى الدرجة الأولى والابتعاد عن التجمعات كاحتراز وقائي كجزء لا يتجزأ من ضمن برامج ومبادرات المدن الصحية حيث تم التعزيز والتأكيد على هذه المبادرات منذ بداية رؤية 2030 وعلى مستوى جميع مدن المملكة.