التطرق لموضوع المدن الصحية ليس موضوع تنظيري بيئي فقط إنما هو موضوع هدفه الرئيس والمحوري الحفاظ على الصحة العامة وهذا يدخل جذرياً تحت مفهوم “أنسنة المدن”، ويتضح لنا هنا أهمية تضافر الجهود المبذولة منذ انطلاق رؤية المملكة 2030 للمحافظة على الصحة العامة بأنسنه مهنيه تتضمن توعية أفرادالمجتمع ببرامج الرؤية وأثرها الاجتماعي والصحي، والذي من شأنه الإسهام في تصحيح سلوكيات الحياة الصحية، وخلق مجتمعات متصالحة صحياً ونفسياً واجتماعياً، وهنا يأتي العمق الاستراتيجية لتأسيس المملكة للبنية التحتية الصحية القوية استباقاً وحتى قبل اكتساح جائحة كورونا.
الوضع الصحي الحالي للفرد والأسرة والمجتمع في ظل الجائحة تم وضع لَبِناتُهُ الأساسية بوقت كاف سَبَقَ جآئحة كورونا. الأمن الصحي في المملكة أولوية انعكست استباقاً بإستراتيجية وبخطط مُبَكِّرَة، حيث كانت المملكة سبّاقة في التخطيط منذ بداية الرؤيه، ومن أمثلة ذلك برنامج المدن الصحية التي توفر الأمن الصحي والبيئي.
يساهم برنامج المدن الصحية بفعالية في حماية البيئة والصحة العامة وقد برزت المملكة كأفضل نموذج ناجح في منطقة الشرق المتوسط أمام منظمة الصحة العالمية. كما أجرى برنامج المدن الصحية العديد من المبادرات المثمرة على نطاق العديد من المدن في المملكة وتم استهداف جميع المناطق لتطبيق الأهداف البيئية والصحية والإجتماعية والاقتصادية.
نلمس هنا اساسيات البنيه التحتيه الصحية للمملكة العربية السعودية، حيث حرصت المملكة على تجهيز البنية التحتية الصحية بوقت كافي لتفادي أي أضرار صحية مستقبلية طارئة، ومن ضمنها كما ذكرنا سابقا برنامج المدن الصحية وهو يعتبر من الأنسنة التي تُعنى بالبنية التحتية الصحية. فهناك مواصفات للمباني الصحية يجب أن تكون عليها، وكذلك مواصفات للطرقات الصحية ومؤشرات هندسية تساعد في بناء الصحة العامة والوقاية من الأمراض لابد أن تكون موجودة في كل مبنى لحماية الإنسان من الأمراض.
الأثر الصحي لبرنامج “مدن” لأنسنة المدن على الأحياء والمدن، يعيش مع المتغيرات الصحية على اختلاف تصنيفاتها سواءً المتغيرات المناخية أو استخدام التنقلات، المملكة ببرنامج أنسنة المدن والمدن الصحية وبرنامج جودة الحياة، عالجت المؤثرات التي خدشت احتياجات الأنسنة، واهتمت بتطوير مدن المملكة تدريجيا منذ ظهور الرؤية للحفاظ على مستوى الصحة العام والوقاية من الأمراض مما جعلها مُهيَّأة للوضع الراهن مع جآئحة كورونا.
ضمنياً، باعتبار أن الأنسنة في أحياءنا ومدننا وشوارعنا قد تختلف عن أي مدن أخرى، ونحتاج إلى جهود كبيرة للفصل بين حركة الإنسان وتنقلاته وصحته العامة وكيفية تكيّف الفرد مع مدينته والحي الذي يقطن فيه مع متطلبات الطبيعة والصحة العامة، ففي بعض المدن في المملكة العربية السعودية. ومن أمثلة ذلك الخريطة الجغرافية لمنع التجول وأهمية الوعي المجتمعي.
هناك اهتمام كبير بالمساحات الخضراء ليس لغرض هوية بصرية جميلة فقط، ولكن لتأدية دور بيئي صحي لكي يتكيف الإنسان في هذه المناطق مع طبيعة المدينة.
وأكبر مثال على ذلك انطلاق مشروعات تشجيرية ضخمة لتحسين “جودة الحياة” في الرياض كأنموذج لباقي المدن بالمملكة والذي يهدف إلى زيادة المساحات الخضراء وزيادة نسبتها في المدينة والإسهام في خفض درجات الحرارة، وتحسين جودة الهواء، وخفض استهلاك الطاقة في المدينة لننعم بمدن صحية خاليه من الأمراض والأوبئة، وسيتم التطرق للموضوع بإسهاب وتفاصيل أكبر في مقال الأسبوع القادم بمشيئة الله.