
رؤية 2030 عزّزت تطبيق مفهوم أنسنة المدن وأهمية دور المواطن في ذلك، حيث تبذل المملكة العربية السعودية جهوداً حثيثة في التوازن البيئي، لكي تنمو المدن بشكل متّزن إنسانياً، حيث أن أنسنة المدن تعتمد في المقام الأول على التوازن البيئي الذي يتشارك في تخطيطه وإعادة تشكيله المعماريون والبيئيون والمهندسون وعلماء الاجتماع والفلاسفة والسكان … الخ ولتكون المدن أكثر استدامة وأكثر إنسانية. علاوة على ذلك، فإن أنسنة المدن ترتبط بزيادة الترابط والتواصل بين البشر علمياً وعملياً وصحياً وبيئياً ونفسياً.
على سبيل المثال، تمثل المنازل نحو %60 من مساحة النمو العمراني للمدن، لذا كلما ارتفعت مشاركة السكان في مسؤلية التوازن البيئي نحقّق أهدافاً اكبر، وعلى جميع القطاعات الهندسية والتصميمية والبيئية بجميع هيئاتها ووزاراتها مثلاً فرض بعض البرامج الإلزالمية لتوعية المواطن بهذه الأهمية، لأنه غالبا لن نستطيع الوصول للوعي السكاني الكامل بأهمية ثقافة أنسنة المدن إلا بمبادرات جادة وتخطيط استراتيجي مدروس لتثقيف جميع شرائح المجتمع.
ولا يوجد تعريف متّفق عليه بشأن مفهوم أنسنة المدن في أدبيات علم الاجتماع أو التخطيط العمراني لأن المعنى الحثيث والضمني للأنسنه قد يجهله البعض، نسبة لطبيعة نوع المفهوم الفلسفي المعتمد على الكثير من العلم العلمي والصحي والبيئي والمرتبط بالنظام البيئي عالمياً والمعتمد في نظريته الأساسية على الإقتصاد والبيئة والمجتمع لتحقيق الإستدامه الإنسانية، وهي جزء هام لا يتجزأ من أنسنة المدن لذلك نحتاج برامج تثقيفيه متواترة لدعم وعي وفهم السكان القاطنين بالمملكة لأهمية الدور الإقتصادي البيئي لأنسنة المدن.
أنسنة المدن لها أهداف تتعدى كونها بيئيه لأنها تُحقّق أهداف اقتصادية ومنها أهداف سياحية كبيرة مما سيكون له دور في المحتوى المحلي وتوليد الوظائف، لذلك نحتاج الى وعي المواطن لكي تنمو المدن بشكل متزن وأهية المواطن في بناء ونمذجة هذا الدور، وأهمية الإرتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين ليعيشوا اصدقاء للبيئة بلا فوضى بصرية ولا بيئية مثلاً كالتي كانت سابقاً في جدة التاريخية بمساكنها القديمة بعد نزوح السكان السعوديين منها سابقاً وقُبَيْلْ مبادرة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، كانت مرتعاً للعمالة الغير نظامية وممارساتها الخاطئة (لأنها كانت غير إنسانية) وجاءت مبادرة ولي العهد بترميم جدة التاريخية كوجهة ثقافية اقتصادية بيئية لتضم عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية، بتأهيلها كوجهة سياحية حولّتها من منطقة غير آمنه إلى وجهة سياحية آمنة ارتقت بها للعالمية وتماشياً مع رؤية المملكة لأنسنة المدن وصداها على الدولة والمواطن وبعد ذلك على الصعيد الدولي العالمي.
أنسنة جدة التاريخية والإهتمام بالثقافة السياحية يعتبر جزء بسيط من ضمن العديد من المبادرات القائمة لأنسنة المدن، مع الحفاظ على الهوية العمرانية لكل منطقة في المملكة والحفاظ على التراث، والتي هي هدف مرتبط ارتباط وثيق بتحقيق مفهوم أنسنة المدن، لذلك اهتمت رؤية السعودية 2030 بالترميم لتصبح جدة التاريخية والعلا مثلاً كأحد اشهر المقاصد السياحية تراثياً محلياً وعالمياً ووجهة اقتصادية عظيمة تجسد اهتمام رؤية السعودية 2030 بالثقافة والتاريخ. دعم ترميم المباني الآيلة للسقوط بجدة التاريخية لتكون ضمن قائمة ثاني المعالم السعودية المسجلّة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي بعد مدائن صالح، مما سيُشجّع المشاريع السياحية ورواد الاعمال السعوديين بالبدء بأفكار ابتكارية اقتصادية تدعم السياحة السعودية حيث أن الكفاءات السعودية هي من أهم مقومات السياحة السعودية كما هدفت لها رؤية المملكة 2030.