إذا كنت تعاني من ارتفاع تكلفة فاتورتي الماء والكھرباء وترغب في تخفیضھما، فإن شركة الكھرباء السعودیة تنصح بتشغیل سخان المیاه قبل نصف ساعة من الاستخدام لترشید الاستھلاك باعتبار أن السخان یعد من أكثر الأجھزة المنزلیة استھلاكا للطاقة، وبالنسبة لترشید المیاه، فقد نصحت شركة المیاه الوطنیة باستخدام الصنابیر والمراحیض المعتمدة في اللائحة الفنیة الأخیرة لھیئة المواصفات والمقاییس التي ترشد الاستھلاك بنسبة 30 ،%ولكن ھذا لیس كل ما في الأمر؛ إذ توجد
أیضاً حلول وتقنیات مبتكرة تخلصنا نھائیاً من عناء ھذه الفواتیر.
فبالنسبة لاستھلاك المیاه، توجد حالیاً في الأسواق السعودیة أجھزة منزلیة متطورة تستخرج الماء من الھواء وھو ماء نقي قابل للشرب، والقدرة الإنتاجیة لھذه الأجھزة متفاوتة بحسب حجم ومزایا الأجھزة، ولكنھا لا تقل عن إنتاج 22 لترا إلى 144 لترا من المیاه یومیاً، وأسعارھا تراوح بین 3 آلاف و20 ألف ریال فقط، مع العلم بأنھا اقتصادیة في استھلاكھا للطاقة، وھذه التقنیة تجعل فاتورة المیاه المرتفعة من ذكریات الماضي.
ما بخصوص ترشید استھلاك الكھرباء، وتحدیداً سخان المیاه الذي یعد أحد الأسباب الرئیسیة في ارتفاع قیمة الفاتورة، فأیضاً توجد حالیاً في الأسواق المحلیة سخانات تعمل بالطاقة الشمسیة وبأسعار معقولة، تراوح بین 500 ریال و 4 آلاف ریال، حتى بالنسبة لأجھزة تكییف الھواء المنزلي توجد الآن في الأسواق مكیفات تعمل بالطاقة الشمسیة، وبالتالي یساھم استخدامھا في تقلیص فاتورة الكھرباء بما لا یقل عن 3%.
علماً بأن العالم مقبل قریباً جداً على التخلص من الأسلاك والكابلات الكھربائیة والتحول نحو الكھرباء اللاسلكیة من خلال تقنیة الرنین، التي یؤكد مبتكروھا أنھا ستكون وسیلة آمنة واقتصادیة في إنتاج واستھلاك الكھرباء، وقد توقعت الوكالة الیابانیة للطاقة أخیراً أن العالم سیصبح خالیاً من الأسلاك بحلول العام 2040.
والقصد الأساسي مما سبق ذكره، لیس فقط لفت الانتباه لطرق الترشید المبتكرة حدیثاً بل لأھمیة الاستثمار في كل ما یساھم في توظیف الأفكار والابتكار، مع التوضیح بأن الشركات التي جلبت ھذه التقنیات المذكورة أعلاه، بل وبعضھا أصبح یصنع ھنا في المملكة، بینت أنھا اتجھت نحو الاستثمار في إنتاج ھذه التقنیات بناء على أھداف الرؤیة السعودیة 2030 ،التي من ضمن إستراتیجیاتھا الاعتماد على وسائل التكنولوجیا والطاقة البدیلة الصدیقة للبیئة والتقنیات التي تساھم في تقلیص الاعتماد
على مورد النفط كمصدر أساسي للطاقة.
وبما أننا في المملكة نعیش مرحلة تحول ھائلة على جمیع الأصعدة، وأقبلنا عملیاً على متغیرات متسارعة من خلال رؤیة 2030 ،التي تھتم أیضاً بالمبادرات الطموحة وطرح الأفكار الخلاقة والبناءة وتوظیفھا عملیاً، أجد أنھ من الضروري الاھتمام بالتوسع لیس فقط في استثمار الطاقة البدیلة بل الاستثمار في توسیع نطاق استخدام جمیع الوسائل والتقنیات التي تساھم في ترشید استھلاك جمیع أنواع الطاقة والموارد، وأن نشملھا في كود البناء السعودي المستقبلي، مواكبة لـ2030 ،بحیث تتطلب
اشتراطات الكود وجود خزانات تعتمد على تقنیة إنتاج المیاه من الھواء، والاعتماد الكلي على الطاقة الشمسیة في تشغیل أجھزة التبرید والتسخین، خصوصا أنھا اقتحمت الأسواق المحلیة فعلیًا.