
التطوير والاستثمار العقاري الناجح يحتاج الى جرأة وذكاء، والجرأة في اتخاذ القرار الاستثماري الذي يتبعه نظرة مستقبلية ثاقبة تحقق الكثير لأصحابها والشواهد كثيرة في المجال العقاري مثل تطوير أراضٍ أو بناء مشروع سكني أو فنادق أو استثمار سياحي، وقد يراه الآخرون في البداية ضرباً من التهور بسبب البعد أو عدم توفر الخدمات ولكن بعد سنوات يصبح هذا الموقع مطلوباً وبأضعاف مضاعفة.
الاستثمار المميز يحتاج إلى خبير يتميز بالجرأة ويستقرئ المستقبل ليتمكن من اختيار الموقع ونوعية المشروع والمستهدفين مع تحليل للنظرة المستقبلية، وهذا مهم كعنصر أساس في الاستثمار العقاري السكني أو التجاري.
هناك من اختار موقعاً لمشروعه وكان بعيداً عن وسط المدينة أو في أطرافها عند بداية انشائه وبعد سنوات تبعه العمران، وهناك من طور مشروعاً سكنياً أو مخططاً للاستراحات وظل وحيداً بعيداً عن العمران والخدمات في أولى سنوات تشغيله واليوم يقبع في وسط أحياء ومشروعات سكنية وتجارية من جميع الاتجاهات وتضاعف فيها سعر المتر المربع وتبعه الناس واليوم قد تكون هناك ندرة في توفر الأراضي القابلة للبيع أو التطوير في هذا الموقع.
الفكرة أن هناك من يتمتع ببعد النظر والرؤية المستقبلية الثاقبة التي تمكن من التوقع لنجاح الفكرة أو المشروع وقد يحتاج إلى وقت طويل لإثبات نجاحه على المدى البعيد، وهذا ينطبق أيضاً على الأفراد ممن يستثمرون فائض أموالهم حتى وإن كانت قليلة في شراء أراضٍ بعيدة خارج النطاق العمراني بانتظار ارتفاع قيمتها لبيعها والاستفادة من أرباحها أو سكنها بعد سنوات قد تكون طويلة حال وصول الحركة العمرانية إليها.
هناك مستثمر جريء يختار موقعاً لمشروعه ويكون مخالفاً لتوقعات وأفكار كثير من الشركاء في الاستثمار اعتقاداً بعدم مناسبة الموقع، ويواجه الانتقاد بسبب بعد الموقع والذي قد يحتاج لسنوات قبل أن يكون موقعاً مرغوباً أو قابلاً للسكن أو الاستثمار التجاري.
هنا تكمن الفرصة لمحتاجي السكن ممن يرغبون الشراء والبناء لاحقاً، أو استثمار مدخراته ونظرة مستقبلية لازدهار الموقع والحرص على اختيار عنصر الجذب المؤثر سواء المطور العقاري الجيد أو الموقع الذي قد يحوي جامعة أو فندق أو منتجع سياحي أو أسواق مركزية تجذب إليها العمران على المدى البعيد.
ومن هنا أقول ابحث عن المستثمر الجريء واتبعه.