31 يوليو 2017
هناك مقولة قديمة كان يرددها الناس في منطقة نجد وهي (إذا حجت البقرة على قرونها) وتقال عندما يريد الشخص إيصال رسالة مباشرة للشخص الذي يطلب حاجة من حوائج الدنيا أنه لا أمل له في تحقيق مطلبه إلا إذا قامت البقرة بالحج على قرونها وهذا يعتبر من المستحيلات لأن البقرة لن تحج وليس مفروض عليها الحج.
وأن مشيها على قرونها أيضا من المستحيلات نظرا لثقل وزنها الذي لن تتحمله القرون وحركتها البطيئة وهذا يدل على علم الناس بإمكانيات البقرة ويقينهم التام بأنها لن تحج لذلك ربطوا شرط حجها من تنفيذ ذلك الطلب.
ويبدو أن هذا الشرط موجود وغير معلن بالنسبة لوزارة الإسكان وهو إذا حجت البقرة على قرونها سوف تقوم الوزارة بمنح المواطنين مساكن لأن إجراءات الوزارة بطيئة جدا وكل فترة لها تنظيم معين لا يستوعبه المواطن ووضعت شروطا شبه تعجيزية لكي تجبر المواطن على الذهاب للبنوك وإرهاقه بالديون والفوائد.
وكلما تأخرت الوزارة زاد عدد الراغبين في الحصول على سكن ومع الوقت تزاد الضغوط الاقتصادية، وتقل الفرصة في الحصول على السكن المناسب للمواطن، وقد أعلنت وزارة الإسكان في يناير الماضي عن وجود عدة منتجات من أرض وقرض وشقق وغيرة ستعلن في كل تاريخ الخامس عشر من الشهر من شهر فبراير .
وحتى يومنا هذا تجاوزت حوالي ست دفعات وأكثر من مائة ألف ولم يتم منح أحد منهم رغم إعلان الأسماء ومع ذلك تزداد الشكاوي وتراكم، إن الأنظمة التي تعمل عليها الوزارة شبه تعجيزية وإنما تخدم البنوك والقطاع الخاص.
إن تراكم الطلبات ووضع مايسمى بالمنتجات لا تتناسب مع غالبية المتقدمين بطلب السكن وهذا خلل كبير لم تتعامل معه الوزارة ودليل واضح ألا أمل للمواطن في الحصول على السكن المناسب مع عاداته وتقاليده وعدد أفراد أسرته ليتمكن من العيش وهو مرتاح من ضغوط الايجار والأقساط.
أهملت الوزارة حصول المواطن على السكن وأخذت تبحث عن تلميع صورتها بدراسة قدمها طالب في جامعة هارفارد لا تسمن ولا تغني المواطن في الحصول على حلم العمر الذي أصبح يتلاشى مع فكر الوزارة ودراسة هارفارد المضحكة، وزادت معاناة المواطن وبدأ يشك أن شرط حصوله على السكن المناسب إذا حجت وزارة الإسكان.