يحتفل العالم اليوم 21 أبريل من كل عام باليوم العالمي للإبداع والابتكار، ويهدف هذا الاحتفال إلى تشجيع التفكير الإبداعي متعدد التخصصات لمساعدة المجتمع الدولي على تحقيق المستقبل المستدام.
والإبداع والابتكار بطبيعة الحال يطول الحديث فيه ويتشعب ليطال كثيرًا من قطاعات الأعمال والصناعات المختلفة في كافة جوانب الحياة العصرية.
ولعل من أهم وأبرز القطاعات التي لا يمكن لليوم العالمي للإبداع والابتكار أن يمر مرور الكرام دون أن يتوقف عندها، قطاع تقنية البناء الحديث، الذي يشهد تحديثات مستمرة تشكل ثورة عصرية لا تتوقف.
وتأخذ التقنية في قطاع البناء أنماطًا عديدة، لا يزال بعضها في طور الابتكار والتطوير، تمثل اتجاهات مختلفة قابلة للتطبيق المستقبلي.
ولعل ايضا من أبرز الأنماط المستقبلية التي حظيت بتغطية وزخم إعلامي، المنازل المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد، ومن الممكن أن تكون المنازل المطبوعة ثلاثية الأبعاد حلاً رائعًا للسكن في المستقبل القريب من خلال تكلفة تنافسية .
وقد نجحت المملكة العربية السعودية في تنفيذ أول تجربة في الشرق الأوسط للبناء بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في نوفمبر 2018 من خلال فريق عمل سعودي من شباب وفتيات الوطن.
ومن الأنماط الأخرى الخرسانة المتماسكة ذاتيًا، التي يتمثل الابتكار فيها في قدرتها على أن تضيف ذاتيًا سنوات إلى عُمر المبنى، وتكون داعمةً بشكلٍ هائلٍ للجانب المالي والزمني. ويتجلى دور العلم في هذه الخرسانة العجيبة، عندما تتسلل المياه إلى التشققات لتعيد تنشيط البكتيريا التي تمَّت إضافتها أثناء عملية الخلط، لتقوم بإفراز المواد التي تصلح الخرسانة فيما بعد.
أمَّا تقنية أسراب الإنشاءات الروبوتية، فتمَّ ابتكارها من قبل الباحثين في جامعة “هارفارد”، بتصميم مستوحى من كيفية عمل النمل الأبيض، إذ يعمل النمل الأبيض بشكل جماعي في شكل سرب، ويتم برمجة روبوتات البناء للعمل معًا بهذه الطريقة لإنشاء تصميمات معينة، مع أجهزة استشعار للكشف عن وجود الروبوتات الأخرى، حتى تتمكن من العمل معًا.
ويأخذ الإبداع مجراه في الطرق الذكية التي تعرف أيضًا بأسم الطرق السريعة الذكية، إذ تنطوي على استخدام أجهزة الاستشعار وتكنولوجيا إنترنت لجعل القيادة أكثر أمانًا. وتوفر للسائقين معلومات في الوقت الحقيقي بشأن المرور، مثل: الازدحام، وتوافر مواقف السيارات، وظروف الطقس.
أمَّا مدن الخيزران، فتشكل حالة إبداعية خاصة، فهي مدن مصنوعة من هياكل الخيزران المعيارية المبتكرة التي تتشابك فيما بينها، وتعدُّ شكلاً من أشكال البناء المستدام، وموردًا متجددًا أقوى من الفولاذ وأكثر مرونة من الخرسانة. ويتمثل الغرض منها في إقامة مجتمع جديد من الأشجار مع زيادة عدد السكان، ويتوقع أن يمتد الهيكل لاستيعاب عدد أكبر من الأشخاص بجانب أنه يزداد قوة، وإضافة إلى ذلك، فإنها يمكن أن تقاوم الزلازل بسبب مرونة الخيزران العالية.
تحقق تقنية البناء الاستدامة أيضًا من خلال ابتكاراتها، التي تتمثل في المباني المكافحة للتلوث وتُعرف أيضًا باسم “الغابات الرأسية”، وهي مبانٍ شاهقة مصممة لمعالجة تلوث الهواء. وتضم المباني المكافحة للتلوث أكثر من 1000 شجرة و2500 شجيرة لامتصاص التلوث في الهواء، والمساعدة في ترشيحها لتنظيف الهواء.
وعلى الرغم مما تحقق من طفرات في “تقنية البناء”، فإنها لا تزال حبلى بالمزيد من الإبداعات والابتكارات، لأنماط وتجارب لا تزال طور التطوير والاستكشاف، قادرة على قيادة المستقبل العالمي لآفاق أكثر استدامة، وذكاء، وقيمة تنافسية.