خاص: حديث العقار
انخفاض تدريجي تشهده أسعار مواد البناء في السعودية، وذلك بالتزامن مع انخفاضات الأسواق العالمية، وقد يصاحب هذا الهبوط التدريجي في الأسعار انخفاض الطلب رغم وجود عمائر كثيرة قيد التشطيب لم يستكمل إنشاؤها بعد، في الوقت نفسه قد يلجاً منشئوا الوحدات السكنية إلى استخدام مواد بناء رخيصة والتي قد تكون رديئة بهدف تحقيق مكاسب أكثر.
تماسك الأسعار
وكانت مصادر اقتصادية قد أكدت أن هناك تماسك واضح لأسعار البناء في السوق المحلية، ولا يوجد ثأتير واضح لتراجع أسعار النفط العالمية عليها، والسبب هو المخزون الكبير الذي اشترته شركات البناء بالأسعار المرتفعة قبل أزمة انخفاض النفط، مرجحين بقاء الأسعار عند مستوياتها الحالية 2470 ريالا لطن الحديد التركي 12 ملم، و2350 ريالا للحديد الإماراتي، وتماسك أسعار دهانات الأسقف عند سعر 130 للتر والتي لم تشهد أي تغيير خلال الثلاثة الأشهر الماضية، فيما تبقى أسعار الخشب عند 1100 ريال للسويدي و1300 ريال للنمساوي، متوقعة انخفاض أسعار مواد البناء بنسبة ما بين 12 إلى 15% وتوقف السوق المحلي من الاستيراد واعتماده الكلي على الصناعات المحلية.
فيما كشفت مصادر مطلعة أن هناك عدداً من شركات تصنيع الحديد الكبيرة بعثت بخطابات سرية لوكلائها بعدم تخزين أي أطنان من الحديد، ومحاولة تصريف ما لديهم، تفاديا لحالات تراجع متوقعة في الأسعار، وقامت الشركات الرائدة في تصنيع الحديد بإبلاغ عدداً من وكلائها في عدد من المناطق الكبيرة، كجدة والرياض والدمام، بسرعة تصريف ما لديهم من كميات حديد بالسعر الحالي للحديد والانتظار لحين استقرار الأسعار التي تشارف في بعض منافذ البيع عند ٢٣٥٠ ريالا، لأنهم توقعوا حدوث نزول حاد في الأسعار خلال الفترة المقبلة بما يتراوح بين ٥٠٠ إلى ٨٠٠ ريال في الطن الواحد، وغالبية المحال تحاول تصريف أكبر كميات بالأسعار الحالية والتريث في الشراء.
استقرار نسبي
وكان رائد العقيلي عضو لجنة المقاولين في غرفة جدة سابقاً قد صرح أن أسعار مواد البناء قد شهدت استقراراً نسبياً وبخاصة في عام 2014 ، ولم تحدث هناك أزمات كالسابق، مثل شح الحديد وارتفاع أسعاره، وبدأت الأسعار في الانخفاض تجاوباً مع انخفاض أسعار الطاقة في العالم، والتي كان لها تأثيراً طردياً على أسعار مواد البناء، وهناك انخفاض عالمي في أسعار الحديد ومن المتوقع أستمرار الانخفاض.
تخوفات
وقال عبدالله رضوان رئيس لجنة المقاولين في الغرفة التجارية الصناعية في جدة في تصريحات صحفية، أن الطلب على مواد البناء انخفض بنحو 50 في المائة، لأن الطلب على الوحدات السكنية في الوقت الحالي أقل بكثير من كمية العرض المتوافرة في السوق، وهناك تخوفات واضحة من الإقدام على الوحدات السكنية الجاهزة التي يبنيها أفراد أو شركات، بسبب استعمال مواد البناء الرديئة، وكان لأنخفاض البترول أثر واضح على انخفاض أسعار مواد البناء، وبالنسبة لأسعار الاسمنت فهي موحدة، فبعض المناطق في المملكة يكون فيها الطلب قليلا على البناء، فيضطر أصحاب الشركات والمصانع لنقل الاسمنت إلى المناطق الأكثر حيوية بسعر التكلفة، لعدم تكدس مخزون المواد، وفي بعض الأحيان تقليل سعر النقل، الذي يؤثر نوعا ما على التكلفة.
تأثيرات الحديد على المساكن الخاصة
وأشار المهندس صالح الهبدان، نائب رئيس لجنة المقاولين بغرفة الرياض، إلى أن لجوء شركة سابك لخفض أسعار الحديد سينعكس إيجاباً على الأفراد أكثر من المشاريع الحكومية، وسيشجع هذا بدوره الأفراد على بناء المساكن الخاصة، وهذا الإنخفاض سيكون بادرة لنزول أسعار مواد بناء أخرى مثل الأسمنت وغيره من المواد الرئيسية، موضحاً أنه لا يوجد علاقة بين تعثر المشاريع الحكومية وانخفاض أسعار الحديد، وحتى عند انخفاض أسعارالحديد فلن يكون هذا هو الحل للمشاريع المتعثرة.
وكانت وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية، قد كشفت أن أسعار معظم المواد الإنشائية قد شهدت إنخفاضاً بقيادة أسعار الحديد، والتي كانت الأكثر انخفاضا من أصل 3 مواد هبطت أسعارها.
حيث انخفضت أسعار الحديد بنسبة قدرها 6.2% لتسجل 2903.8 ريال للطن في 2014 من 3094.4 ريال للطن في 2013، ونحو 3117.6 ريال طن في عام 2012.
كما هبطت أسعار الأسمنت بنسبة 2 % إلى 13.9 ريال للكيس زنة 50 كيلوغرام، والكيابل بنسبة 4.9 % إلى 35.3 ريال للمتر طولي.
وبحسب الوزارة فلم يرتفع من أسعار المواد الإنشائية سوى أسعار الأخشاب والخرسانة الجاهزة، حيث صعدت أسعار الأخشاب بنسبة 1.9% لتصل إلى 2625.1 ريال للمتر المكعب في 2014 من 2575.2 ريال للطن في 2013.
ركود أسواق البناء
وأرجع خلف العتيبي رئيس لجنة تجارة مواد وأدوات البناء والتشييد في غرفة جدة للتجارة والصناعة، تراجع أداء قطاع مواد البناء إلى عدة عوامل، منها في المقام الأول توقف بعض المشاريع، إضافة إلى إحجام بعض المواطنين عن البناء في الفترة الحالية بسبب قلة الأيدي العاملة المحترفة وندرتها، ما تسبب في رفع أجور الموجود منها بحسب ما ذكرته صحيفة الرياض.
لافتاً إلى إن تجاوز مرحلة الركود الحالية في أسواق البناء لن يتم إلا بعودة زخم المشاريع الحكومية إلى معدله، مع ضخ المستخلصات الخاصة بالمنفذين للمشاريع بسرعة، وصدور بعض التسهيلات للمقاولين، خصوصا فيما يتعلق بتأشيرات العمالة.
إنجاز المشروعات
وبحسب الخبير الاقتصادي سالم باعجاجة فان انخفاض مواد البناء سيؤدي بدوره إلى انخفاض تكلفة البناء بنسبة 24%، وهو الأمر الذي سيساعد على سرعة إنجاز المشروعات، وهناك زيادة في الطلب على حديد التسليح بنسبة 20%، والإحصائيات تؤكد انخفاض سعر حديد التسليح بنسبة 40%؛ حيث بلغ سعر طن الحديد في السنة الماضية 2014من شهر ديسمبر 3150، وبلغ السعر الحالي 1800 للطن.