منصة جود الإسكان هي منصة تنظيمية لأعمال التبرعات الخيرية المتعلقة بالسكن والإسكان للمتبرعين من الأفراد والشركات، والمستقبلين للتبرعات الأسر المحتاجة، حيث يكتمل العمل المؤسساتي للتأكد من مصادر الأموال والتأكد من الاستحقاقية بحوكمة عالية المستوى.
برامج الإسكان التي تعمل عليها قطاعات حكومية عدة ويرأس مجلس إدارتها معالي وزير الإسكان لديها برامج عديدة، منها برنامج «سكني» وبرنامج الإسكان التنموي، وبرامج أخرى متعلقة بالخطط والمشاريع السكنية والأراضي وتقنية البناء الحديثة.
برنامج سكني وهو المعني بالتمويل ودعم فوائد التمويل لكثير من الموظفين وأصحاب الدخل المقتدرين على الاقتراض – مستفيدي الصندوق العقاري والوزارة، ويوفر برنامج سكني قروضا للبناء الذاتي والشراء من المساكن الجاهزة وبرامج البيع على الخارطة ومنح
الأراضي المجانية وبرنامج أرض وقرض وبرنامج تحويل القرض العقاري القائم إلى قرض مدعوم، وهذا البرنامج – برنامج سكني- هو المعني لغالبية المواطنين لمسكنهم الأول، والهدف هو بناء 480 ألف وحدة سكنية.
برنامج الإسكان التنموي هو منح مجانية وشبه مجانية بحق الانتفاع، ويمنح للشريحة الأشد حاجة من مستفيدي الضمان الاجتماعي غير القادرين على بناء المسكن، والمستهدف منح 200 ألف وحدة سكنية للشرائح الأكثر حاجة للسكن.
ضمن برامج التنمية الاجتماعية والتكافل الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية، أتاحت بعض المبادرات الفرصة للأفراد والشركات والعوائل بالمشاركة في العطاء والصدقات لتفعيل وتنشيط الأدوار الفاعلة لنا جميعا، للمشاركة بالتبرع والتصدق والعطاء للشرائح المحتاجة، وهذا جزء يسير مقارنة ببرامج المملكة المعنية بتأمين السكن لبعض المحتاجين.
برنامج «جود الإسكان» خاص، ويعنى بتنظيم التبرعات والمساعدات للأفراد والمساكن للمحتاجين، حيث التنظيم في تقديم المساعدات وتنظيم التحقق أيضا من أهلية المحتاجين والتأكد من الأوليات، بحوكمة عالية.
برنامج جود الإسكان له موثوقية عالية ويعمل تحت إشراف متقن، ويعتبر الجهة التنظيمية للتبرعات بتأمين المساكن للمحتاجين وسداد الإيجارات، والتبرعات العينية أيضا مثل التبرع بوحدة سكنية والتبرع بأرض لبناء مساكن عليها.
وصلت التبرعات حتى اليوم لأكثر من 206 ملايين ريال، حيث تبرع خادم الحرمين الشريفين بمئة مليون ريال، وولي العهد تبرع بخمسين مليونا، حفظهما الله وجزاهما خير الجزاء. فيما تبرع مصرف الراجحي بـ 40 مليون ريال، وتكفل بنك سامبا ببناء 500 وحدة سكنية، وهناك أيضا تبرعات مؤسساتية أخرى مثل برنامج منى الجميح للإسكان الخيري بـ 5.5 ملايين ريال ومُزن الخيرية بـ 1.2 مليون، وكذلك شركة أملاك للتمويل العقاري وشركة دار التمليك للتمويل السكني بمليون ريال لكل منهما، وغيرهم ممن لم نذكر أسماءهم. والأبواب مفتوحة للمواطنين الأفراد والشركات وغيرهم حيث يجري التبرع يوميا، وجزى الله الجميع خير الجزاء على هذا التكافل الاجتماعي.
نذكر أنفسنا دائما بأهمية التكافل الاجتماعي والإحساس بمسؤولية الفرد والعائلة والشركات بأهمية المسؤولية الاجتماعية، فعندما نذكر محاسنها عند دول الغرب تجدنا نمجد هذه الممارسة والاعتياد الحميد، حتى عندما تمتد مساعداتهم للدول الفقيرة والأفريقية نمدحهم بشكل مبالغ، ولكن عندما نتحدث عنها داخل بلادنا تجد البعض يلقي باللوم على البرامج السكنية والحكومية دون إدراك للبرامج وأهدافها.
في المقابل، تجد بيننا الغالبية العظمى يدعمون هذا البرنامج – جود الإسكان – وما شابهه، ويشاركون بالتبرع والدعم الإعلامي والدعم المعنوي والدعاء للمشاركين والمساهمين والمستفيدين أيضا، وليس هناك إحساس أفضل من إحساس الانتماء لهذا الوطن المعطاء وشعبه الكريم.
أتمنى أن يكون هناك برامج أخرى لأعمال خيرية مشابهة للعلاج والتعليم وغيرهما تعمل بتنظيم وآليات وحوكمة «جود الإسكان» نفسها، فهي منظومة نموذجية ومتميزة ومتكاملة.