قبل سنوات قريبة اشتهر إعلان تلفزيوني لإحدى عيادات الأسنان في دولة شقيقة. ملخص الإعلان حوار بين شخصين، أحدهما يستعمل طقم تركيب للأسنان، ويسأله الآخر هل يسقط ؟ ويأتيه الرد دائماّ بأنه ثابت مهما حصل، ويكون رده بكلمة عامية ألا وهي (مايطيح). لسبب ما ارتبطت هذه بمخيلتي ارتباطا وثيقا بسوق العقار كلما جاء ذكره في خبر أو مجلس ما ، عجزت عن تفسير الأمر صدقا، ولكن أغلب الظن أنه مرتبط بحس المكابرة لدى المطبلين للعقار في مسأله نهايتها محسومة.
في دولة تبلغ مساحة الأراضي البيضاء فيها ما يتجاوز 65% من مجموع الأراضي، وفي ظل دعم وتوجه حكومي واضح نحو دعم مشاريع الاسكان وتوفير المسكن المناسب وتقديمه للمواطن، كل على احتياجه لن يتبقى للمكابرة في رفع الأسعار على المواطن واستغلال حاجته مكان.
ما حصل خلال السنوات الأخيرة من رفع أسعار الأراضي ليصل لأرقام خارجة عن حدود العقل، ونشر للإشاعات، ان هذه هي الفرصة للتمكن من التملك عبر مؤسسات تمويل عقاري وقروض بنكية بنسب فائدة مرتفعة وعلى فترات طويلة إنما هو أمر ستأتي عاقبته على كل من شارك فيه بلا شك، والأرباح التي تم الاستحواذ عليها بدون وجه حق سوف تعود بخسارة مؤكدة على المدى الطويل والمستقبل سيكون خير إثبات خاصة في ظل القرارات التصحيحية والداعمة للسكن وسوق العقار عموما.
الإخوة من المطبلين للعقار والمراهنين على عدم نزوله يجب أن نعلم أن اعتمادهم على ركيزتين فيما يحملونه من قناعة، الأولى الإشاعة، والثانية عدم وجود مؤشر حقيقي أو ملموس يرصد العرض والطلب والعمليات المنفذة، كسوق الأسهم على سبيل المثال، مما يعزز الأوهام الكاذبة التي يعيشونها. نصيحتي هي أن المجال متاح حاليا لهم للتراجع والكف عن العبث، وأن هذا هو وقت التملص والخروج من مأخذهم اعتبارا بأنهم الحلقة الأضعف، حيث إن الطيور طارت بأرزاقها!
ما أتمناه فعلا هو الأخذ بالاعتبار ضمن قرارات وزارة الإسكان القادمة بحث تنظيم الإيجارات لئلا يكون ساحة جديدة للعبث والتلاعب.
إن الواجب على المواطن حاليا والباحث عن سكن في هذه الفتره الإمساك عن الشراء إلى أن يتحقق المراد بنزول الأسعار لما هو معقول وطبيعي ، ومع قرار فرض الرسوم على الأراضي البيضاء والذي نحن في انتظاره، فإنني أدعو الباحث عن سكن بالاستمتاع برؤية عقوق الابن البار من الأراضي لمحتكريها. ختاما، إن العاقل خصيم نفسه، وفيما يخص العقار فإن الإجابة عن أسعاره، لو كان هو موضوع الإعلان الذي ابتدأت به فالإجابة بالعامية الصرفة.. بيطيح!